بالقرآن الكريم ، وأنّهما لا يفترقان ، ومن المعلوم أنّ القرآن العظيم ، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فكيف يمكن أن يكون قرناء القرآن وأعداؤه ، خاطئين فيما يحكمون ويبرمون ، أو يقولون ويحدّثون. فعدم الافتراق إلى يوم القيامة ، آية كونهم معصومين فيما يقولون ويروون.
أضف إلى ذلك أنّ الحديث ، يعدّ المتمسّك بالعترة غير ضالّ ، بقوله : «لن تضلّوا». فلو كانوا غير معصومين من الخلاف والخطأ ، فكيف لا يضلّ المتمسك بهم؟.
نعم ، ورد في بعض النصوص مكان كتاب الله وعترتي ، كتاب الله وسنّتي (١). وهو على فرض صحته ، حديث آخر لا يزاحمه ، على أنّه حديث واحد ، وهذا الحديث متواتر نقله أعلام الأئمة ، وأساتذة الحديث والتاريخ والسيرة ، ولا يعلم حقيقة ذلك إلّا من راجع مصادر الحديث (٢). فيقدّم عليه في كل حال.
من هم العترة وأهل البيت؟
لا أظن أنّ أحدا ، قرأ الحديث والتاريخ ، يشكّ في أنّ المراد من العترة وأهل البيت لفيف خاص من أهل بيته. ويكفي في ذلك مراجعة الأحاديث التي جمعها ابن الأثير في جامعه عن الصحاح ، ونكتفي بالقليل من الكثير منها.
١ ـ روى الترمذي عن سعد بن أبي وقّاص قال : لمّا نزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ ...) الآية ، دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فقال : «اللهم هؤلاء أهلي».
__________________
(١) الصواعق المحرقة ، ص ٨٩.
(٢) وراجع أيضا في الوقوف على مصادر الحديث ، غاية المرام للسيد البحراني ، ص ٤١٧ ـ ٤٣٤.
والمراجعات ، المراجعة ٨. وتعاليق إحقاق الحق ، ج ٩.