أصله وعصبته الذين حرموا الصّدقة بعده (١).
* * *
٢ ـ حديث السفينة
روى المحدّثون عن النبي الأكرم أنّه قال : «إنّما مثل أهل بيتي في أمّتي ، كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق» (٢).
فشبّه صلوات الله عليه وآله ، أهل بيته بسفينة نوح في أنّ من لجأ إليهم في الدين فأخذ أصوله وفروعه عنهم نجا من عذاب النّار ، ومن تخلّف عنهم كان كمن آوى يوم الطّوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أنّ ذاك غرق في الماء وهذا في الحميم.
فإذا كانت هذه منزلة علماء أهل البيت ، (فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)؟.
يقول ابن حجر في صواعقه : «ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبّهم وعظّمهم ، شكرا لنعمة مشرّفهم ، وأخذ بهدي علمائهم ، نجى من ظلمة المخالفات. ومن تخلّف عن ذلك ، غرق في بحر كفر النّعم ، وهلك في مفاوز الطغيان» (٣).
* * *
__________________
(١) لاحظ فيما نقلناه من الأحاديث ، جامع الأصول ، ج ١ ، الفصل الثالث ، من الباب الرابع ، ص ١٠٠ ـ ١٠٣.
(٢) مستدرك الحاكم ، ج ٢ ، ص ١٥١. الخصائص الكبرى للسيوطي ، ج ٢ ، ص ٢٦٦.
وللحديث طرق ومسانيد كثيرة ، من أراد الوقوف عليها ، فعليه بتعاليق إحقاق الحق ، ج ٩ ، ص ٢٧٠ ـ ٢٩٣.
(٣) الصواعق ، الباب ١١ ، ص ١٩١. ألا مسائل ابن حجر أنّه إذا كان هذا مقام أهل البيت ، فلما ذا لم يأخذ هو بهدي أئمتهم في شيء من فروع الدين وعقائده ، ولا في شيء من علوم السنّة والكتاب ، ولا في شيء من الأخلاق والسلوك والآداب؟ ولما ذا تخلّف عنهم ، فأغرق نفسه في بحار كفر النعم ، وأهلكها في مفاوز الطغيان؟!.