البحث الرابع
الإمام المنتظر في الكتاب والسنّة
قد تعرفت على عدد الأئمة وأسمائهم ، غير أنّ إفاضة القول في خصوصياتهم ، وعلومهم وفضائلهم ، ونتائج جهودهم في مجال العلم والفقه والحديث ، ومن ربّوه وأنتجوه من الرواة الوعاة ، وما لا قوه من اضطهاد خلفاء عصرهم ، يحتاج إلى تأليف حافل.
ولأجل ذلك طوينا الصفح عن هذه المباحث ، إلّا انّ الاعتقاد بالإمام المنتظر ، مهدي هذه الأمّة ، لما كان أصلا رصينا في أبحاث الإمامة للشيعة ، وكان الاعتقاد به أمرا مشتركا بين طوائف المسلمين ، رجّحنا إلقاء الضوء على هذا الأصل على وجه الإجمال ، ولا طريق لإثبات وجوده ، وولادته ، وعمره ، وظهوره ، وآثاره بعد الظهور ، وأصحابه ، إلّا السمع ، فنقول :
كلّ من كان له إلمام بالحديث يقف على تواتر البشارة ، عن النبي وآله وأصحابه ، بظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم والجور ، ونشر أعلام العلم ، والعدل وإعلاء كلمة الحق ، وإظهار الدين كلّه ولو كره المشركون ، فهو بإذن الله تعالى ينجي العالم من ذلّ العبودية لغير الله ، ويلغي الأخلاق والعادات الذميمة ، ويبطل القوانين الكافرة التي سنتها الأهواء ، ووضعتها يد بني البشر ، ويقطع أواصر التعصبات القومية والعنصرية ، والوطنية ، ويميت أسباب العداوة والبغضاء التي صارت سببا لاختلاف الأمّة