حاكيا عنه (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ، أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) (١).
وقال تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ ... وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) (٢).
وقد تضافر في التاريخ والإنجيل والحديث ، قيام المسيح بإحياء الموتى مرات عديدة ، بحيث صار المسيح علما وسمة لإحياء الموتى ، وعلاج الأمراض المستعصية.
٧ ـ إيقاظ أصحاب الكهف
روى المفسرون أنّ فتية من قوم آمنوا بالله تعالى وكانوا يخفون إيمانهم خوفا من ملكهم ، الذي كان يعبد الأصنام ويدعو إليها ، ويقتل من خالفه ، والفتية كانوا على دين المسيح ، وكان كل واحد منهم يكتم إيمانه عن صاحبه. ثم اتفق أنّهم اجتمعوا وأظهروا أمرهم لبعضهم ، ولجئوا إلى كهف ، فضرب سبحانه على آذانهم ، فناموا في الكهف ثلاثمائة وتسع سنين ، ثم بعثهم. يقول سبحانه :
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ، فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً* فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً* ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) (٣).
والمراد من الضرب على الآذان هو إنامتهم ، لا سلب حياتهم ، كما يقول سبحانه : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) (٤).
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ٤٩.
(٢) سورة المائدة : الآية ١١٠.
(٣) سورة الكهف : الآيات ١٠ ـ ١٢.
(٤) سورة الكهف : الآية ١٨.