الأرض ، أو للقدرة على الحركة والتكلم ، كما في الأصنام ، وغير ذلك.
* * *
الأمر الثاني ـ هل الموت أمر عدمي؟
إنّ ملاحظة المعنى اللغوي ، والاستعمال القرآني للفظ الموت ، يفيد أنّ الموت أمر عدمي ، ولكنه من زاوية أخرى ، ليس أمرا عدميا في موت الإنسان ، وذلك لو فسّر الموت بقبض الملائكة الطاقات الحسية الموجودة في الإنسان ، فإنّه أمر وجوديّ ، وإن كانت النتيجة أمرا عدميا.
ويمكن جعله أيضا من الأمور الوجودية ـ في الإنسان ، بمعنى آخر ، وهو أنّ الموت نافذة على الحياة الجديدة ، وانتقال من منزل إلى منزل ، وإلى ذلك لمحات في كلام الأئمة الأطهار من أهل بيت الرسول صلىاللهعليهوآله.
يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : «أيّها الناس ، إنّا خلقنا وإياكم للبقاء ، لا للفناء ، لكنكم من دار إلى دار تنقلون» (١).
ويقول سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ مخاطبا أنصاره يوم عاشوراء ـ «صبرا بني الكرام ، فما الموت إلّا قنطرة تعبّر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة ، والنعيم الدائمة ، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر»؟ (٢).
ويمكن جعله أمرا وجوديا أيضا ، ببيان ثالث ، وهو أنّ الموت حدّ الحياة الدنيوية ، وجدارها الذي إليه تنتهي.
أضف إلى ذلك أنّ الموت ربما يوصف بكونه أمرا عدميا إذا نسب إلى الجسم ، وأمّا إذا نسب إلى الروح فلا يمكن تفسيره إلّا بأمر وجودي ، وهو انتقالها من مرحلة إلى مرحلة.
__________________
(١) الإرشاد ، للشيخ المفيد ، ص ١٢٧.
(٢) معاني الأخبار ، للصدوق ، ص ٢٨٩.