بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (١). والإمعان في هذه الآية يفيد أنّ الظلم والفسق والذنوب ، مد مرات للمجتمع (٢).
د ـ موت العزّ وموت الهوان
ينقسم الموت إلى موت عزّ وموت هوان ، فالفادون أنفسهم في طريق نشر القسط والعدل والعلم وسائر المبادي الإلهية يموتون موت عزّ وشرف ، والذين يقاتلون في سبيل الطاغوت ونشر الشرّ والجهل والفساد ، لغاية نيل أجور ضئيلة ومناصب مؤقتة ، يموتون موت الهوان والذلّ والعار.
يقول سبحانه : (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ ، بَلْ أَحْياءٌ ، وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) (٣).
ويقول سبحانه فيمن خرج طالبا للعلم والإيمان : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ) (٤).
* * *
الأمر السادس ـ الموت والأجل المسمّى
يقسم القرآن الأجل إلى أجل ، وأجل مسمى ، وبيانه :
إنّ لكل نوع من أنواع الموجودات الحيّة ، بل مطلق الموجودات ، قابلية خاصة لإدامة الحياة والوجود. ومن هذا ، ما يقال إنّ العمر الطبيعي للإنسان هو
__________________
(١) سورة الإسراء : الآية ١٧.
(٢) وأما ما هي الصلة بين هذه العوامل وتدمير المجتمع وانحلاله ، فهو يحتاج إلى بيان خارج عن موضوع الكتاب ، غير أنّا نقول إجمالا : إنّ بين هذه العوامل وإهلاك المجتمع ، رابطة مادية وطبيعية ، وفي الوقت نفسه رابطة إلهية ، فالوقوف على العلل المادية لا يغني عن الإذعان بأنّ هناك رابطة غيبية بين هذه العلل ومعلولها.
(٣) سورة البقرة : الآية ١٥٤. ولاحظ سورة آل عمران : الآية ١٦٩.
(٤) سورة النساء : الآية ١٠٠ ، ولاحظ سورة الحج الآية ٥٨.