٢ ـ خروج الناس من القبور
ويستعقب ذلك مشهد آخر ، ألا وهو خروج الناس من الأجداث.
يقول سبحانه : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ* قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا ، هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) (١).
وبعد ذلك يدعى الناس إلى الحساب ، وموقف العرض ، وهو مشهد أشدّ في النفس هولا ممّا سبق ، لعظم الحسرة والخوف الحاكمين على القلوب آنئذ ، يقول سبحانه :
(يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ* خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ ، يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ* مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) (٢)
(لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (٣).
* * *
٣ ـ إعطاء الكتب
وبعد خروج الناس من القبور ، وإحضارهم إلى موقف المحاكمة ، ووقوفهم على صعيد الحساب ، تنشر الصحف (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) (٤). فيأخذ كلّ إنسان كتابه الذي دوّن فيه ـ بيد الحفظة من الملائكة ـ ما عمله من صغير وكبير ، فمنهم من يتلقاه بيمينه ، ومنهم من يتلقاه بشماله.
يقول سبحانه :
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً* وَيَنْقَلِبُ إِلى
__________________
(١) سورة يس : الآيتان ٥١ و ٥٢.
(٢) سورة القمر : الآيتان ٦ ـ ٨. ولاحظ الزلزلة الآية ٦.
(٣) سورة عبس : الآية ٣٧.
(٤) سورة التكوير : الآية ١٠.