سائر الجمع ، يعرفون عامة الفريقين ، لهم أن يتكلموا بالحق يوم القيامة ، ولهم أن يشهدوا ، ولهم أن يشفعوا ، ولهم أن يأمروا ويقضوا ، كلّ ذلك بإذنه سبحانه.
وقد تضافرت الروايات على أنّ المراد من الرجال هم الأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم.
قال الصدوق : «اعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنة والنار عليه رجال يعرفون كلّا بسيماهم ، والرجال هم النبي وأوصياؤه» (١).
* * *
٨ ـ لواء الحمد
إذا كان يوم القيامة ، وحشر الناس على صعيد واحد ، وتميّز الفريقان ، يعطى النبي الأكرم لواء الحمد ، ويتقدّم به ويأخذ مسيره ومن خلفه إلى الجنة ، وفي روايات الإمامية أنّ النبي الأكرم يدفعه إلى وصيّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وقد ورد في غير واحد من الروايات ذكر لواء الحمد ، وأنّه مكتوب عليه : «المفلحون هم الفائزون بالجنة». وأنّه يمشي عليّ والقوم (أهل الجنة) تحت لوائه حتى يدخل الجنة»(٢).
وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي نضرة قال : خطبنا ابن عباس على منبر البصرة ، فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّه لم يكن نبي إلّا له دعوة قد تنجزها في الدنيا ، وإنّي قد اختبأت دعوتي ، شفاعة لأمتي ، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، آدم فمن دونه تحت لوائي ولا فخر ...» (٣).
__________________
(١) لاحظ بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ٣٢٩ ـ ٣٤٠. وفي بعض الروايات : «يوقف كل نبي وكل خليفة نبي» ، وعند ذلك يكون ذكر النبي والأئمة من باب تطبيق الكلي على المصاديق المثلى.
(٢) لاحظ بحار الأنوار ، ج ٨ ، باب ١٨ ، الأحاديث ١ ـ ١٢.
(٣) مسند ابن حنبل ، ج ١ ، ص ٢٨١ ، وص ٢٩٥ ، وج ٣ ، ص ١٤٤.