مباحث المعاد
(١٣) الإيمان وأحكامه
الإيمان ، من الأمن ، وله في اللغة معنيان متقاربان ، أحدهما : الأمانة ، التي هي ضدّ الخيانة ، ومعناها سكون القلب. والآخر : التصديق ، والمعنيان متدانيان (١).
والمراد هنا هو المعنى الثاني ، فيقال : آمن به ، إذا أذعن به وسكنت نفسه واطمأنّت بقوله ، وهو تارة يتعدى بالباء كما في قوله تعالى : (آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ) (٢) وأخرى باللام ، كما في قوله تعالى : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) (٣) وقوله تعالى : (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) (٤).
وهذه الآيات تدل على أنّ الإيمان هو التصديق القلبي ، ويؤكّده قوله سبحانه : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) (٥) ، وقوله سبحانه : (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٦) ، وقوله سبحانه : (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) (٧).
__________________
(١) مقاييس اللغة ، ج ١ ، ص ١٣٣. ولو جعل سكون القلب تفسيرا للمعنى الثاني أي التصديق لكان أحسن.
(٢) سورة آل عمران : الآية ٥٣.
(٣) سورة يوسف : الآية ١٧.
(٤) سورة العنكبوت : الآية ٢٦.
(٥) سورة المجادلة : الآية ٢٢.
(٦) سورة الحجرات : الآية ١٤.
(٧) سورة النحل الآية ١٠٦.