قال : الإيمان قول بلا عمل» (١). والظاهر أنّ هذه الروايات وردت لرد المرجئة التي تكتفي في الحياة الدينية بالقول والمعرفة ، وتؤخر العمل ، وترجو رحمته وغفرانه ، مع عدم القيام بالوظائف. وقد تضافرت عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام لعن المرجئة (٢).
سؤال :
لو كان الإيمان هو التصديق ، فهل هو يزيد وينقص.
الجواب :
قد علم هذا مما ذكرنا من كون الإيمان ذا مراتب ، وأن نفس الإذعان ، له درجات. وليس القول بزيادة الإيمان ونقصانه مختصا بمن جعل العمل عنصرا مقوّما للإيمان ، بل هو يتحقق أيضا عند من يقول بأنّ الإيمان هو التصديق القلبي ، وليس العمل جزء منه.
إلى هنا تبيّنت حقيقة الأقوال الأربعة في بيان حقيقة الإيمان ، وقد عرفت أنّ الصواب هو الأوّل منها ، وهو التصديق القلبي (٣).
* * *
__________________
(١) البحار ، ج ٦٦ ، باب أنّ الإيمان مبثوث على الجوارح ، الحديث ١ ، ص ١٩ ، ولاحظ سائر الروايات في هذا الكتاب.
(٢) لاحظ الوافي ، للفيض الكاشاني ، ج ٣ ، أبواب الكفر ، والشرك ، باب أصناف الناس ، ص ٤٦.
(٣) بقي هنا قول المرجئة ، وهو لا يفترق كثيرا عن القول الثالث من الاكتفاء بالتصديق اللساني ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى الجزء الثالث من أبحاث الشيخ الأستاذ حفظه الله في الملل والنحل.