والثاني : العزم على ترك العود إليه أبدا.
والثالث : أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليست عليك تبعة.
والرابع : أن تعمد إلى كل فريضة ضيّعتها فتؤدّي حقها.
والخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت (١) فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
فعند ذلك تقول : «أستغفر الله» (٢).
وبالجملة : إنّ التوبة لغاية إزالة السيئات النفسانية التي تجر إلى الإنسان كل شقاء في حياته الأولى والأخرى ، وتمنعه من الاستقرار على أريكة السعادة. وهذه الغاية لا تحصل إلا بحصول أمرين : الندم والعزم.
وأما باقي الأمور الأربعة الواردة في كلام الإمام عليهالسلام ، فسيوافيك الكلام فيها.
الأمر الثالث ـ وجوب التوبة
اتفقت العدلية على وجوب التوبة واستدلوا على ذلك بأمرين :
أ ـ إنها دافعة للضرر الذي هو العقاب ، ودفع الضرر الأخروي واجب عقلا.
ب ـ إن العزم على ارتكاب القبائح وترك الفرائض قبيح عقلا فيجب اجتنابه ، وهو لا يحصل إلا بالتوبة.
__________________
(١) السحت : المال من كسب حرام.
(٢) نهج البلاغة : قسم الحكم ، الرقم ٤١٧ ، وسنرجع إلى هذا الحديث عند استعراض أحكام التوبة ، وإنما أوردناه هنا جملة واحدة ليسهل الرجوع إليه.