عن كل منهما ، وثلاث ساعات ، ثمان وهكذا (١).
ولكن لا دليل على هذا التفصيل.
الأمر السادس ـ أثر التوبة
إن أثر التوبة هو إزالة السيئات النفسانية التي تجر إلى الإنسان كل شقاء في حياته الأولى والأخرى ، فيرجع التائب بعد ندمه وعزمه على الترك في المستقبل ، أبيض السريرة ، كيوم ولدته أمّه ، وبالتالي يسقط عنه العقاب.
وأما الأحكام الشرعية المترتبة على الأعمال السابقة فتبقى على حالها ، إذ ليس للتوبة تأثير إلا في إصلاح النفس وإعدادها للسعادة الأخروية ، ولذلك يجب الخروج عن مظالم العباد أوّلا ، وتدارك ما فات من الفرائض ثانيا ، فإنّ السيئة العارضة على النفس بسبب هضم حقوق الناس لا ترتفع إلا برضاهم ، لأنّه سبحانه احترم حقوقهم في أموالهم وأعراضهم ونفوسهم ، وعدّ التعدي على واحد منها ظلما ، وعدوانا ، وحاشاه أن يسلبهم شيئا مما جعله لهم من غير جرم صدر منهم وقد قال عز من قائل : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً)(٢).
قال المفيد رحمهالله : «إنّ من شرط التوبة إلى الله سبحانه من مظالم العباد الخروج إلى المظلومين من حقوقهم بأدائها إليهم أو باستحلالهم منها على طيبة النفس بذلك ، والاختيار له ، فمن عدم منهم صاحب المظلمة وفقده خرج إلى أوليائه من ظلامته أو استحلهم منها»(٣).
ولأجل ذلك قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : «والثالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة ، والرابع : أن تعمد إلى كل فريضة ضيّعتها فتؤدّي حقها» (٤).
__________________
(١) شرح المقاصد ، ج ٢ ، ص ٢٤٢.
(٢) سورة يونس : الآية ٤٤.
(٣) أوائل المقالات ، ص ٦٢.
(٤) نهج البلاغة ، قسم الحكم ، الرقم ٤١٧.