٥ ـ عدم الاستخفاف بالصلاة
قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام : «لما حضر أبي (الإمام الصادق) قال لي : يا بنيّ ، إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة» (١).
٦ ـ عدم التكذيب بشفاعة رسول الله
قال علي بن موسى الرضا عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام : من كذّب بشفاعة رسول الله لم تنله» (٢).
وغير ذلك من الشرائط التي يجدها المتتبع في أحاديث الشفاعة من الفريقين.
الأمر السادس ـ ما هو أثر الشفاعة : إسقاط العقاب أو زيادة الثواب؟
لم تكن مسألة الشفاعة فكرة جديدة ابتكرها الإسلام وانفرد بها ، بل كانت فكرة رائجة بين أمم العالم من قبل ، وخاصة بين الوثنيين واليهود.
نعم ، هذّبها الإسلام من الخرافات ، وقررها على أصول توافق أصول العدل والعقل ، وصحّحها تحت شرائط في الشافع والمشفوع له ، تجر العصاة إلى الطهارة من الذنوب ، ولا توجب فيهم جرأة وجسارة. وغير خفي على من وقف على آراء اليهود والوثنيين في أمر الشفاعة ، وأنّ الشفاعة بينهم كانت رجاء في حط الذنوب وغفران الآثام ، ولأجل ذلك كانوا يقترفون الكبائر ، تعويلا على ذلك الرجاء. وجاء القرآن يرد تلك العقيدة الباعثة إلى الجرأة ، فقال : إنه لا يشفع إنسان إلا بإذنه تعالى وفي حق من ارتضاه سبحانه ، فليس لكم أن تقترفوا الذنوب تعويلا على شفاعة الشفيع ، لأنّ الأمر ليس في أيديهم بل في ملكه سبحانه وقدرته.
__________________
(١) الكافي ، ج ٣ ، ص ٢٧٠. وج ٦ ، ص ٤٠١. والتهذيب ، للطوسي ، ج ٩ ، ص ١٠٧.
(٢) عيون أخبار الرضا ، ج ٢ ، ص ٦٦.