أسئلة المعاد
(٣) هل المعاد إعادة للمعدوم؟
إذا كان الموت إفناء للإنسان أو لبعضه ، فكيف يمكن إعادة ما بطل وانعدم؟ فإنه لا يكون إلا خلقا جديدا لا إعادة له خصوصا إذا لم يكن بين المبتدأ والمعاد رابطة وصلة.
والجواب :
إنّ هذا السؤال نابع ممّا يزعمه السذج من الناس من أنّ الموت إعدام لجثة الإنسان وبدنه نظير إحراق الحطب ، فإنّ قسما منه يتبدل إلى الدخان وينعدم ، ولا يبقى منه إلا شيء ضئيل نسميه بالرماد ، فلو كان الموت بهذا المعنى فيكون المعاد إعادة للإنسان المعدوم.
ولكن قانون بقاء المادة ، يبطل هذا الزعم ، فإنّه ينص على أنّ المادة لا تنعدم ، بل تتحول من صورة إلى صورة أخرى (١).
وعلى ضوء هذا ، فالتفاعلات الحاصلة في المادة الحيّة ، أو غير الحية ، لا تنقص من وزن المادة شيئا ، فالعالم من حيث الوزن ثابت ، وإنّما الاختلاف في الصور والأنواع ، وهذا القانون دعم دعوة الأنبياء بأنّ البشر خلقوا للبقاء لا
__________________
(١) وهو قانون لاوازييه ، (١٧٤٣ ـ ١٧٩٤).