أسئلة المعاد
(٧) كيف يخلد الإنسان ، مع أنّ المادة تفنى؟
دلّت الآيات والروايات على خلود الإنسان في الآخرة ، إما في جنتها ونعيمها ، أو في جحيمها وعذابها ، هذا من جانب.
ومن جانب آخر ، دلت القوانين العلمية على أنّ المادة ، حسب تفجر طاقاتها ، على مدى أزمنة طويلة ، تبلغ إلى حد تنفذ طاقتها فلا يمكن أن يكون للجنة والنار بقاء ، كما لا يكون للإنسان خلود كذلك ، لأنّ مكونات الكون تفقد حرارتها تدريجيا ، وتصير الأجسام على درجة بالغة الانخفاض (١) ، وبالتالي تنعدم الطاقة وتستحيل الحياة.
الجواب
إنّ السؤال ناش من مقايسة الآخرة بالدنيا ، وهو خطأ فادح ، لأنّ التجارب العلمية لا تتجاوز نتائجها المادة الدنيوية. وإسراء حكم هذا العالم إلى العالم الآخر ، وإن كان ماديا وعنصريا مثلها ، قياس لا دليل عليه. كيف ، وقد تعلقت قدرتها سبحانه على إخلاد الجنة والنار ، وله إفاضة الطاقة ، إفاضة بعد إفاضة ، على العالم الأخروي بجحيمه وجنته ، ومؤمنه وكافره. ويعرب عن ذلك
__________________
(١) هي درجة الصفر المطلق البالغة (٢٦٩) درجة مئوية تحت الصفر ، وهي درجة سيلان غاز الهيليوم.