أسئلة المعاد
(٩) من هم المخلدون في النار؟
اختلفت كلمة المتكلمين في المخلّدين في النار ، فذهب جمهور المسلمين إلى أن الخلود يختص بالكافر ، دون المسلم وإن كان فاسقا. وذهبت الخوارج والمعتزلة إلى خلود مرتكب الكبائر في النار إذا مات بلا توبة.
قال الشيخ المفيد : «اتفقت الإمامية على أن الوعيد بالخلود في النار متوجه إلى الكفار خاصّة دون مرتكبي الذنوب من أهل المعرفة بالله تعالى والإقرار بفرائضه من أهل الصلاة» (١).
وقال في شرح عقائد الصدوق : «أما النار فهي دار من جهل الله سبحانه ، وقد يدخلها بعض من عرفه ، بمعصية الله ، غير أنه لا يخلد فيها بل يخرج منها إلى النعيم المقيم ، وليس يخلد فيها إلا الكافرون» .... إلى أن قال : «وكل آية تتضمن ذكر الخلود في النار فإنما هي في الكفار دون أهل المعرفة بالله تعالى ، بدلائل العقول والكتاب المسطور ، والخبر الظاهر المشهور (٢) ، والإجماع ، والرأي السابق لأهل البدع من أصحاب الوعيد» (٣).
__________________
(١) أوائل المقالات ، ص ١٤.
(٢) يريد من الخبر ، ما تضافر عن النبي من أنه قال : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي. راجع البحار ، ج ٨ ، ص ٣٥١.
(٣) شرح عقائد الصدوق ، ص ٥٥.