مباحث الخاتمة
(٢) عدالة الصحابة في الكتاب والسنة
المشهور بين أهل السنة عدالة الصحابة جميعا ، قال ابن عبد البر : «تثبت عدالة جميعهم» (١).
وقال ابن الأثير : «والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل ، فإنّهم كلّهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح» (٢).
وقال الحافظ ابن حجر : «اتفق أهل السنة على أنّ الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة» (٣).
هذه بعض كلمات القوم ، وقد زعموا أنّ من يتتبع أحوال الصحابة لجرحهم ، أو تعديلهم ، فإنما يريدوا أن يجرحوا شهود المسلمين ليبطلوا الكتاب والسنة.
غير أنّ الشيعة الإمامية ، عن بكرة أبيهم ، على أنّ الصحابة كسائر الرواة ، فيهم العدول وغير العدول ، وأنّ كون الرجل صحابيا لا يكفي في الحكم بالعدالة ، بل يجب تتبع أحواله حتى يوقف على وثاقته.
__________________
(١) الاستيعاب ، ج ١ ، ص ٢ ، في هامش الإصابة.
(٢) أسد الغابة ، ج ١ ، ص ٣.
(٣) الإصابة ، ج ١ ، ص ١٧.