والدليل الوحيد للقوم هو ما رووه عن النبي الأكرم أنّه قال : «مثل أصحابي كالنجوم بأيّهم اهتديتم اقتديتم» (١).
ولكن الاستدلال بالحديث باطل من وجوه :
١ ـ إنّ نصوص الكتاب تردّ صحة الاهتداء بكل صحابي أدرك النبي ، فإنّه يقسمهم إلى طائفتين ، طائفة صالحة عادلة ، مرفوعة المقام والمكانة ، وهؤلاء وصفوا بالسابقين الأوّلين ، المبايعين تحت الشجرة ، وغير ذلك (٢).
وطائفة غير صالحة ولا عادلة ، بل جامحة على النبي والمسلمين ، وهم بين منافق عرف المسلمون نفاقه (٣) ؛ ومن أخفى نفاقه وتمرّن عليه إلى حد لا يعرفه المسلمون حتى النبي الأكرم (٤) ؛ ومشرف على الارتداد يوم دارت على المسلمين الدوائر ، واشتدت الحرب بينهم وبين قريش (٥) ؛ وفاسق يكذب في إخباره على النبي ، يعرّفه الكتاب بأنّه فاسق لا يقبل قوله(٦) ؛ ومريض القلب قد فقد الثقة بالله ورسوله فهو يؤيّد المنافقين من غير شعور (٧) ؛ وسمّاع للمنافقين يقبل كل ما سمع منهم (٨) ؛ ومولّ في ميدان الحرب أمام الكفار ، لا يصغي لنداء النبي ولا يهمه إلا نفسه (٩) ؛ ومسلم بلسانه دون قلبه فخوطب بأنّ الإيمان لم يدخل في قلبه(١٠) ؛ وجماعة ألّفت قلوبهم بإعطاء الزكاة حتى يتّقى شرهم (١١) ؛ وخالط عملا صالحا بعمل سيّئ (١٢).
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) جامع الأصول ، ج ٩ ، كتاب الفضائل ، ص ٤١٠ ، الحديث ٦٣٥٩.
(٣) لاحظ سورة المنافقون.
(٤) لاحظ سورة التوبة : الآية ١٠٢ ، وسورة الفتح : الآية ١٦ والآية ٢٩.
(٥) سورة التوبة : الآيتان ٤٥ و ٤٦.
(٦) سورة الحجرات : الآية ٦.
(٧) سورة الأحزاب : الآية ١٢.
(٨) سورة التوبة : الآية ٤٧.
(٩) سورة آل عمران : الآية ١٥٤.
(١٠) سورة الحجرات : الآية ١٤.
(١١) سورة التوبة : الآية ٦٠.
(١٢) سورة التوبة : الآية ١٠٢.