الأمر التاسع
هل البيعة أساس الحكم؟
البيعة مصدر بايع ، لأنّ المبايع يجعل حياته وأمواله. بالبيعة ، تحت اختيار من يبايعه ، ويتعهد المبايع (بالفتح) في المقابل ـ على أن يسعى في إصلاح حال المبايع (بالكسر) وتدبير شئونه بصورة صحيحة ، وكأنّهما يقومان بعملية تجارية ، إذ يتعهد كل واحد منهما تجاه الآخر بعمل شيء للآخر ، قال ابن خلدون : «إنّ البيعة هي العهد على الطاعة ، كأنّ البائع يعاهد أميره على أن يسلم له النظر في أموره وأمور المسلمين ، ويطيعه فيما يكلفه ، وكانوا إذا بايعوا الأمير ، جعلوا أيديهم في يده تأكيدا ، فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري.
البيعة قبل الإسلام وبعده
كانت البيعة من تقاليد العرب قبل الإسلام وسننهم ، وليس من مبتكراته ، بل أمضاها وجعلها من العقود اللازمة التي يجب العمل بها ، ويحرم نقضها. فقد بايع أهل المدينة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في السنة الحادية عشر ، والثانية عشر من البعثة ، في العقبة ، بمنى (١) ، بايعوه على عادتهم قبل الإسلام ، حيث كانوا يبايعون زعماءهم.
__________________
(١) لاحظ سيرة ابن هشام ، ج ١ ، ص ٤٣١ و ٤٣٨.