رجلا ، يزيدون رجلا أو ينقصونه ، فيهم أعمامه ... إلى أن قال : فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ، ثم قال (النبي) : أسقهم. فجئتهم بذلك العس ، فشربوا حتى رووا منه جميعا ، ثم تكلّم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا بني عبد المطلب ، إنّي والله ما أعلم شابا في العرب ، جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به ، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، وقلت : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ، ثم قال : إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه.
وفي رواية أخرى قال ذلك القول ثلاث مرات ، كلّ ذلك أقوم إليه فيقول : اجلس(١).
ودلالة الحديث على الخلافة لعلي والوصاية له ، لا تحتاج إلى بيان ، وهذا إن
__________________
(١) تاريخ الطبري ، ج ٢ ، ص ٦٣ ـ ٦٤. ورجال السند كلّهم ثقات إلّا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، فقد ضعّفه القوم ، ليس ذلك إلّا لتشيعه ، فقد أثنى عليه ابن عقدة وأطراه ، وبالغ في مدحه ، كما في لسان الميزان ، ج ٤ ، ص ٤٣ وأسند إليه.
وأخرجه بهذا اللفظ أبو جعفر الإسكافي المتكلم المعتزلي البغدادي ، في كتابه نقض العثمانية ، على ما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ١٣ ، ص ٢٤٤ ، وقال : «إنّه روي في الخبر الصحيح» ، وابن الأثير في الكامل ، ج ٢ ، ص ٢٤ ، وأبو الفداء عماد الدين الدمشقي ، في تاريخه : ج ٣ ، ص ٤٠. والخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره ، ص ٣٩٠. وغيرهم من الحفّاظ وأساتذة الحديث وأئمة الأثر ، والمراجع في الجرح والتعديل ، ولم يقذف أحد منهم الحديث بضعف أو غمز لمكان أبي مريم في أسناده.
على أنّه أخرجه الإمام أحمد في مسنده في غير مورد ، فرواه في الجزء الأول ، ص ١٥٩ عن عفان عن أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة ، عن أبي صادق ، عن ربيعة بن ناجز ، ورجال السند كلّهم ثقات. كما أخرجه في الجزء الأول ، ص ١١١ ، بسند رجاله كلّهم من رجال الصحاح بلا كلام ، وهم شريك ، والعمش ، والمنهال ، وعباد.
وللحديث صور مختلفة رواها عدّة من الحفاظ ، فمن أراد التوسع في ذلك فليرجع إلى المصادر التالية : الغدير ، ج ٢ ، ص ٢٧٨ ـ ٢٨٩. غاية المرام ، للسيد البحراني ، المقصد الثاني ، الباب ١٥ و ١٦. وتعاليق إحقاق الحق ، ج ٤ ، ص ٦٦ ـ ٧٠. والمراجعات ، المراجعة ٢٠ ، والمراجعة ٢٢ ، وقد تكلم في إسناد الحديث في المتن وتعاليقه بما لا يدع للمريب شكا.