وأن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم». وترك من رأس الجملة الثانية التي قالها النبي لعلي.
ولكن هذا المقدار من الاعتراف بالحقيقة ، لم يعجب القشريين من الأزهريين ، فوقع موقع النقد منهم ، وأسقط في الطبعة الثانية من الكتاب كلّ ما يرجع إلى عليّ عليهالسلام ، دفعا لأمواج اللوم والعتاب (١).
* * *
ب ـ حديث المنزلة
روى أهل السير والتاريخ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، خلّف علي بن أبي طالب على أهله في المدينة ، عند توجهه إلى تبوك ، فأرجف به المنافقون ، وقالوا : ما خلّفه إلّا استثقالا له ، وتخوّفا منه ، فلما قال ذلك المنافقون ، أخذ علي بن أبي طالب ، سلام الله عليه ، سلاحه ، ثم خرج حتى أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو نازل بالجرف (٢) ، فقال : يا نبيّ الله ، زعم المنافقون أنّك إنّما خلفتني أنّك استثقلتني ، وتخفّفت مني ، فقال : كذبوا ، ولكني خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبي بعدي؟.
فرجع علي إلى المدينة ، ومضى رسول الله صلىاللهعليهوآله على سفره (٣).
__________________
(١) حياة محمد ، الطبعة الثانية ، سنة ١٣٥٤ ، ص ١٣٩. وعلى هذه الطبعة جاءت الطبعات اللاحقة ، ونسخت الطبعة الأولى وكأنّ الأستاذ لم يكتبها.
(٢) الجرف ، بالضم ثم السكون ، موضع على بعد ثلاثة أميال من المدينة.
(٣) السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ٥١٩ ـ ٥٢٠ ، وقد نقله من أصحاب الصحاح : البخاري في غزوة تبوك ، ج ٦ ، ص ٣ ، ط ١٣١٤. ومسلم في فضائل عليّ ، ج ٧ ، ص ١٢٠. وابن ماجة في فضائل أصحاب النبي ، ج ١ ، ص ٥٥ ، ط المطبعة التازية بمصر. والإمام أحمد في مسنده في غير مورد لاحظ ج ١ ، ص ١٧٣ و ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٥ و ٣٣٠ وغيرهم من الأثبات الحفاظ ، فلم يشك في صحة سند الحديث إلّا الآمدي ، وليس هو من علم الحديث في حلّ ولا ترحال.
(إذا ما فصّلت عليا قريش |
|
فلا في العير أنت ولا النفير) |