وقال الزّبير بن بكّار في الموفقيّات ، من طريق محمد بن إسحاق في قصة سقيفة بني ساعدة ـ قال : فقام الحارث بن هشام ، وهو يومئذ سيّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : والله لو لا قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الأئمّة من قريش» (١) ، ما أبعدنا منها الأنصار ، ولكانوا لها أهلا ، ولكنه قول لا شك فيه ، فو الله لو لم يبق من قريش كلها إلا رجل واحد لصيّر الله هذا الأمر فيه.
وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز :
إنّي بربّي والنّبيّ مؤمن |
|
والبعث من بعد الممات موقن |
أقبح بشخص للحياة موطن |
[الرجز]
١٥١٠ ز ـ الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن أميّة الأمويّ.
قال البلاذريّ : اسم أبي وجزة تميم. وكان قد عمّر.
وذكر الواقديّ والزّبير أنه شهد بدرا مع المشركين فأسره سعد بن أبي وقّاص.
وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «المعمّرين» ، قال : قالوا كان في الحارث جفاء ، وكان آدم طويلا ، فصلّى خلف عمر فسمعه يقول : (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) [المنافقون : ٤] فقال : أبي تعرّض يا بن الخطاب؟ والله لا أصلّي خلفك أبدا ، وأشار المرزبانيّ إلى خبره هذا في «معجم الشّعراء». وزاد أنه عاش حتى أقعدت رجلاه. وقال في ذلك :
كبرت وأبلتني اللّيالي ومن يعش |
|
كما عشت يصبح ذا وساوس مقعدا |
وقصري وإن عمّرت عشرين حجّة |
|
فناء ولا يبقى الزّمان مخلّدا |
[الطويل]
وذكر البلاذريّ أن عمر سمع الحارث بن أبي وجزة يمدح خالد بن الوليد فنهاه وقال : إن حب الفخر مفسد للدين.
قلت : لم أر للحارث هذا في كتب من صنّف في الصّحابة ذكرا ، وهو على شرطهم :
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ١٨٣ ، ١٢٩ ، وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ١٧٠ ، الطبراني في الكبير ١ / ٢٢٤ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٣ / ١٢١ ، والحاكم في المستدرك ٤ / ٧٦ والهيثمي في الزوائد ٥ / ١٩٥ وقال رواه الطبراني في الصغير والأوسط عن شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقي قال الحاكم حدث بغير حديث لم يتابع عليه ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٤٧٩٢ ، ٣٣٨٠٠.