يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم» (١) ، ويحتمل هذا الحديث أن يراد به أهل البدع كحديث الموطأ ، ويحتمل أن يراد به من ارتد بعد النبي صلىاللهعليهوسلم.
وفي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» (٢) حسن صحيح.
وفي الحديث روايات أخرى سيأتي ذكرها والكلام عليها إن شاء الله ، ولكن الفرق فيها عند أكثر العلماء فرق أهل البدع. وفي الصحيح أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» (٣) وهو آت على وجوه كثيرة في البخاري وغيره.
وفي مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : «من سرّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ، فإن الله عزوجل شرع لنبيكم صلىاللهعليهوسلم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم صلىاللهعليهوسلم لضللتم» (٤) الحديث.
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب : التفسير ، سورة الأنبياء ، باب : (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا) (الحديث : ٤٤٦٣). وأخرجه أحمد في المسند (١ / ٢٢٠). وأخرجه مسلم والنسائي.
(٢) تقدم تخريجه ص : ٤٧ ، الحاشية : ٦.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب : العلم ، باب : كيف يقبض العلم ، وفي كتاب : الاعتصام ، باب : ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس (الأحاديث : ١ / ١٧٤ ، ١٧٥). وأخرجه مسلم في كتاب : العلم ، باب : في رفع العلم وقبضه (الحديث : ٢٦٧٣). وأخرجه الترمذي في كتاب : العلم ، باب : ما جاء في ذهب العلم (الحديث : ٢٦٥٢). وأخرجه ابن ماجه في المقدمة باب : اجتناب الرأي والقياس (الحديث : ٥٢).
(٤) أخرجه مسلم في كتاب : المساجد ، باب : صلاة الجماعة من سنن الهدى (الحديث : ٦٢٤). وأخرجه أبو داود في كتاب : الصلاة ، باب : في التشديد في ترك الجماعة (الحديث : ٥٥٠). وأخرجه النسائي في كتاب : الإمامة ، باب : المحافظة على الصلوات حين ينادى بهن (الأحاديث : ٢ / ١٠٨ ، ١٠٩).