قال ابن حجر في ترجمة عقبة بن عامر : ... قلت : قال أبو سعيد بن يونس : كان قارئاً عالماً بالفرائض والفقه ، فصيح اللسان شاعراً كاتباً ، وكانت له السابقة والهجرة ، وهو أحد من جمع القرآن ، ومصحفه بمصر إلى الآن على غير التأليف الذي في مصحف عثمان ، وفي آخره بخطه : وكتبه عقبة بن عامر بيده (١).
إذن الاختلاف في ترتيب السور لا يخدش في حجية القرآن أو يدعوا إلى القول بتحريفه ، لأنّ اختلاف ترتيب المصاحف لا يعني التحريف بل يثبت عدم التوقيفية فيه.
ويمكننا أن نعد من تلك الأخبار الدالة على عدم التوقيفية في السور رواية اليعقوبي في تاريخه :
وروي بعضهم أنّ علي بن أبي طالب كان جمعه لما قبض رسول الله واتي به يحمله على جمل ، فقال : هذا القرآن قدجمعته وكان قد جزّأه سبعة اجزاء.
فالجزء الأوّل : البقرة ، وسورة يوسف ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، وحم السجدة ، والذاريات ، وهل أتى على الإنسان ، والم تنزيل السجدة ، والنازعات ، وإذا الشمس كُوِّرت ، وإذا السماء انفطَرَت ، وإذا السماء انشقّت ، وسبِّح اسمَ رَبِّك الأعلى ، ولم يكن ، فذلك جزء البقرة ثمانماءة وست وثمانون آية ، وهو خمس عشرة سورة.
والجزء الثاني : آل عمران ، وهود ، والحجّ ، والحِجر ، والأحزاب ، والدخان ،
__________________
(١) تهذيب التهذيب ٤ : ١٠٤ / ٤٤٠ ، غريب الحديث لأبي عبيد ٤ : ١٠٤.