فقد أخرج مسلم بسنده عن أبي يونس مولى عائشة أنّه قال : أمرَتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً ، وقالت : إذا بلغتَ هذه الآية فآذنّي : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) ، فلمّا بلغتُها آذنتُها ، فأملت عليّ : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) وصلاة العصر (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)).
بل كيف يكون المصحف الرائج مأخوذاً من فم رسول الله وليس فيه جملة (وصلاة العصر)؟
أو كيف يأخذ عثمان المصحف من حفصة أيضاً ، وهل من مبرر لذلك ، بعد ان كان عنده مصحف عائشة؟ بل كيف يمكن تصوّر إعطاء عائشة مصحفها لعثمان وهي على خلاف معه؟
وهل أنّ مصحف حفصة ـ الذي جمعه زيد ـ يضاهي مصحف رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
كلّ هذه القرائن تشير إلى أنّ أحد الشخصين (عائشة أو عثمان) كان كاذباً في نقله لهذا الخبر.
إذ لو صحّ وجود هذا المصحف عند عائشة فلماذا لا تعطيها لأبيها ابي بكر أو لعمر ، أو لماذا لا يأخذه أبوبكر منها وهي ابنته حتّى يأتي عثمان ليأخذ مصحفها مع مصحف غيرها.
المهم وحسبما سيتّضح بعد قليل أنّ أمر القرآن وجمعه يرتبط أولاً بالله جلّ جلاله ثم بمن جاء من قبله : من ملك مقرّب أو نبي مرسل ـ أو وصي باعتقاد