نعم إنّا ومعنا غيرنا (١) لا ننكر بأن هناك ترتيب آخر للقرآن عند الإمام علي ألفّه لغرض آخر طبقاً للوقائع والحوادث ، أعني للعلم والتاريخ والتفسير ، وذاك ليس بقرآن الذكر والتلاوة ، بل هو مصحف لحفظ الحوادث ولشأن النزول ولتثبيت الوقائع كما نزّلت تاريخياً ويومياً ، أي أنّه بمثابة تدوين لافادات الأستاذ يومياً من قبل التلميذ ، أي هناك متن وشرح يومي للمواضيع المطروحة.
توضيح ذلك :
والكلام عن هذا الموضوع يتّضح من خلال عدة مقدّمات :
المقدمة الأولى : نزول القرآن الكريم على مرحلتين
المرحلة الأولى : نزوله الدفعيّ جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى البيت المعمور أو إلى بيت العزّة في سماء الدنيا ، أو على قلب النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله جملةً في شهر رمضان في ليلة القدر لفظاً ومعنىً ، لقوله تعالى : (إِنَّا أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٢) ، وقوله تعالى : (وَهذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ) (٣) ، وقوله عزّ وجل : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ) (٤) ، وقوله :
__________________
(١) كالآلوسي في تفسير روح المعاني ١ : ٢٢.
(٢) سورة القدر : ١.
(٣) سورة الأنعام : ٩٢.
(٤). سورة الدخان : ٣.