عليه أهبان فانتزعه (١) منه فأقعى الذّئب بعيدا منه على ذنبه ، ثم قال : ما لى ولك تسلب منّى رزقا رزقنيه الله ليس من مالك؟ فتحيّر أهبان لذلك وقال (٢) : يا عجبى ذئب يتكلّم! فقال الذئب (٣) : أعجب من كلامى رسول الله (٤) بين هذه النّخلات يحدّث النّاس بأخبار ما سبق وأنباء ما يكون ، يدعو إلى (٥) عبادة الرّحمن وتأبون إلّا عبادة الأوثان. فأتى أهبان رسول الله (ص) وآمن به ؛ وله حديث. وولده يسمّون (٦) الى يومنا هذا بنو مكلّم الذئب. وله فى ذلك شعر (٧) يقول فيه :
رعيت الضأن أحميها بكلبى |
|
من اللّص الخفىّ وكلّ ذيب |
فلمّا أن سمعت الذّئب نادى (٨) |
|
يبشّرنى بأحمد من قريب |
سعيت إليه قد شمّرت ثوبى |
|
عن السّاقين فى الوفد (٩) الرّكيب |
فالفيت (١٠) النبىّ يقول قولا |
|
صدوقا ليس بالهزل الكذوب |
وهى قصيدة. ومنه أنّ بعيرا للوليد بن مغيرة المخزومىّ (١١) تكلّم فى اليوم الّذي (١٢) ولد فيه رسول الله (ص) وقال : هذا أحمد قد (١٣) ولد ، أفلح منكم من تبعه وخسر من ولىّ عنه. فأقبل الوليد وهو يقول : يا آل قريش أدركوا ، فانّ بعيرى (١٤) قد سحر (١٥). فاجتمعت (١٦) قريش والبعير يقول ذلك ، والوليد يقول : سحر بعيرى وربّ الكعبة. فقال فى ذلك بعض قريش :
ألا يا لقوم (١٧) هل رأيتم بهيمة |
|
تكلّم فى النادى (١٨) بأنباء ما مضى |
__________________
(١) ـ فانتزعه : قال تنزعه B (٢) ـ وقال : فقال B (٣) الذئب : الّذي A (٤) ـ الله : من الله AC ـ (٥) ـ الى : + الله B (٦) ـ يسمون : يسمعون B (٧) ـ شعر : ـ B (٨) ـ من اللص ... نادى : ـ B (٩) ـ الوفد : الوافل B (١٠) ـ فالفيت : فاليت B (١١) ـ المخزومى : الخزومى A (١٢) ـ الّذي : ـ B (١٣) قد : ـ A (١٤) ـ بعيرى : + ورب الكعبة فقال A (١٥) سحر : سخرB (١٦) فاجتمعت : فاجمعت B (١٧) ـ يا لقوم : بالقوم AB (١٨) النادى : النارى B ، البارى C