ومثل : المؤمنون ، والصالحون.
ومما أفاد الخصوصية في اللفظ أتقى أيضا : أن ال الموصولة لا توصل بأفعل التفضيل ، وهو الأتقى ، فالأتقى مفرد ، وأل فيه ال العهدية.
وما أفاد الخصوصية في اللفظ أتقى أيضا : أن صيغة أتقى أي أفعل تدل على التمييز ، وهذا كان لقصر حكم الآية على من نزلت فيه ، وهو أبو بكر الصديق.
قال الواحدي : «الأتقى أبو بكر الصديق في قول جميع المفسرين» (١).
عن عروة : «أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله :
بلال ، وعامر بن فهيرة ، والنهدية ، وابنتها ، وأم عيسى ، وأمة بني الموئل ، وفيه نزلت : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) إلى آخر السورة» (٢).
وروى نحوه عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، وزاد فيه : «فنزلت فيه هذه الآية : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) إلى قوله : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ، إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ، وَلَسَوْفَ يَرْضى) (٣).
٢ ـ قوله تعالى في الثلاثة الذين خلّفوا عن غزوة تبوك :
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (التوبة : ١١٨)
فاللفظ في الآية نزل بصيغة الخصوص ، وهو (وَعَلَى الثَّلاثَةِ).
وسبب نزول الآية خاص ، وهو في ثلاثة من المؤمنين تخلفوا عن الرسول في غزوة تبوك ، وهم : كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ،
__________________
(١) الواحدي ، أسباب النزول.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم.
(٣) أخرجه الحاكم وصححه.