السلام. ولا أنفي مجرد رؤية الملك النازل ، بل أنفي أن يرى أحد أن تكون السماء مفتوحة وتكون ملائكة الله صاعدة ونازلة عليه ، يعني مجموع الأمرين كما وعد.
٨٤ ـ في الآية الثالثة عشر من الباب الثالث من إنجيل يوحنّا هكذا : «ليس أحد صعد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء ابن الله الذي هو في السماء». وهذا غلط أيضا. لأن أخنوخ وإيلياء عليهماالسلام رفعا إلى السماء وصعدا إليها ، كما هو مصرّح في الباب الخامس من سفر التكوين والباب الثاني من سفر الملوك الثاني.
٨٥ ـ الآية الثالثة والعشرون من الباب الحادي عشر من إنجيل مرقس هكذا : «لأني الحقّ أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ، ولا يشكّ في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون له ، فيكون له مهما قال». وفي الباب السادس عشر من إنجيله هكذا : «١٧ وهذه الآيات تتبع المؤمنين. يخرجون الشياطين باسمي ويتكلمون بألسنة جديدة ١٨ يحملون حيّات وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرّهم ، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرءون». والآية الثانية عشرة من الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنّا هكذا : «الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا ، ويعمل أعظم منها لأني ماض إلى أبي». فقوله من قال لهذا الجبل إلخ عامّ لا يختصّ بشخص دون شخص ، وزمان دون زمان ، بل لا يختصّ بالمؤمن بالمسيح أيضا. وكذا قوله : (تتبع المؤمنين) عامّ لا يختصّ بالحواريين ولا بالطبقة الأولى. وكذا قوله : (من يؤمن بي) عامّ لا يختصّ بشخص وبزمان ، وتخصيص هذه الأمور بالطبقة الأولى لا دليل عليه غير الادّعاء البحت. فلا بدّ أن يكون الآن أيضا ان من قال لجبل انطرح في البحر ولا يشكّ في قلبه فيكون له مهما قال ، وأن يكون من علامة من آمن بالمسيح في هذا الزمان أيضا الأشياء المذكورة ، وأن يفعل مثل أفعال المسيح ، بل أعظم منها. والأمر ليس كذلك وما سمعنا أن أحدا من المسيحيين فعل أفعالا أعظم من أفعال المسيح ، لا في الطبقة الأولى ولا بعدها. فقوله : (ويعمل أعظم منها) غلط يقينا لا مصداق له في طبقة من طبقات المسيحيين. والأعمال التي تكون من أعمال المسيح ما صدرت عن الحواريين وغيرهم من الطبقات التي بعدهم. وعلماء بروتستنت معترفون بأن صدور خوارق العادات بعد الطبقة الأولى لم يثبت بدليل قوي. ورأينا في الهند عمدة زمرة المسيحيين أعني العلماء من فرقة كاتلك وبروتستنت يجتهدون في تعلّم لسان أوردو مدة ولا يقدرون على التكلّم بهذا اللسان تكلّما صحيحا ، ويستعملون صيغ المذكّر في المؤنّث ، فضلا عن إخراج الشياطين وحمل الحيّات وشرب السّموم وشفاء المرضى. فالحقّ ان المسيحيين المعاصرين لنا ليسوا بمؤمنين بعيسى عليهالسلام حقيقة. ولذلك الأمور المذكورة مسلوبة عنهم وادّعى كبراؤهم الكرامات في بعض الأحيان ، لكنهم خرجوا في ادّعائهم كاذبين. وأذكر هاهنا