المقصد الأول
في إثبات التحريف اللفظي بالتبديل
اعلم أرشدك الله تعالى أن النسخ المشهورة للعهد العتيق عند أهل الكتاب ثلاث نسخ : الأولى : النسخة العبرانية ، وهي المعتبرة عند اليهود وجمهور علماء بروتستنت. والثانية : النسخة اليونانية ، وهي التي كانت معتبرة عند المسيحيين إلى القرن الخامس عشر من القرون المسيحية ، وكانوا يعتقدون إلى هذه المدة تحريف النسخة العبرانية. وهي إلى هذا الزمان أيضا معتبرة عند الكنيسة اليونانية. وكذا عند كنائس المشرق. وهاتان النسختان تشتملان على جميع الكتب من العهد العتيق. والثالثة : النسخة السامرية ، وهي المعتبرة عند السامريين وهذه النسخة هي النسخة العبرانية. لكنها تشتمل على سبعة كتب من العهد العتيق فقط ، أعني الكتب الخمسة المنسوبة إلى موسى عليهالسلام وكتاب يوشع وكتاب القضاة ، لأن السامريين لا يسلّمون الكتب الباقية من العهد العتيق. وتزيد على النسخة العبرانية في الألفاظ والفقرات الكثيرة التي لا توجد فيها الآن. وكثير من محقّقي علماء بروتستنت مثل كني كات وهيلز وهيوبي كينت وغيرهم يعتبرونها دون العبرانية ، ويعتقدون أن اليهود حرّفوا العبرانية وجمهور علماء بروتستنت أيضا يضطرون في بعض المواضع إليها ويقدّمونها على العبرانية ، كما ستعرف إن شاء الله تعالى. وإذا علمت هذا فأقول :
الشاهد الأول : إن الزمان من خلق آدم إلى طوفان نوح عليهالسلام على وفق العبرانية ألف وستمائة وست وخمسون سنة (١٦٥٦) وعلى وفق اليونانية ألفان ومائتان واثنتان وستّون سنة (٢٢٦٢) ، وعلى وفق السامرية ألف وثلاثمائة وسبع سنين (١٣٠٧) وفي تفسير هنري واسكات جدول كتب فيه مقابلة كل شخص غير نوح عليهالسلام من سني عمر هذا الشخص سنة تولد له فيها الولد ، وكتب في مقابلة اسم نوح عليهالسلام من سني عمره زمان الطوفان والجدول المذكور هذا :