المقصد الثاني
في إثبات التحريف بالزيادة
الشاهد الأول : اعلم أن ثمانية كتب من العهد العتيق كانت مشكوكة غير مقبولة عند المسيحيين إلى ثلاثمائة وأربع وعشرين سنة ، وهي هذه : ١ ـ كتاب أستير. ٢ ـ كتاب باروخ. ٣ ـ كتاب طوبيا. ٤ ـ كتاب يهوديت. ٥ ـ كتاب وزدم. ٦ ـ كتاب إيكليزياستيكس. ٧ ـ الكتاب الأول للمقابيين. ٨ ـ الكتاب الثاني للمقابيين. وفي سنة ثلاثمائة وخمس وعشرين من السنين المسيحية انعقد مجلس العلماء المسيحية بحكم السلطان قسطنطين ، وفي بلدة نائس ، ليشاوروا ويحقّقوا الأمر في هذه الكتب المشكوكة. فبعد المشاورة والتحقيق ، حكم هؤلاء أن كتاب يهوديت واجب التسليم فأبقوا باقي الكتب مشكوكة كما كانت. وهذا الأمر يظهر من المقدمة التي كتبها جيروم على ذلك الكتاب. ثم بعد ذلك انعقد مجلس لوديسيا في سنة ثلاثمائة وأربع وستّين. فعلماء هذا المجلس سلّموا حكم علماء المجلس الأول في كتاب يهوديت وزادوا عليه من الكتب المذكورة كتاب أستير ، وأكدوا حكمهم بالرسالة العامّة. ثم بعد ذلك انعقد مجلس كارتهيج في سنة ثلاثمائة وسبع وتسعين وكان أهل ذلك المجلس مائة وسبعة وعشرين عالما من العلماء المشهورين ، ومنهم الفاضل المشهور المقبول عندهم أكستائن. فهؤلاء العلماء سلّموا أحكام المجلسين الأوّلين وسلّموا الكتب الباقية ، لكنهم جعلوا كتاب باروخ بمنزلة جزء من كتاب أرمياء ، لأن باروخ عليهالسلام كان بمنزلة نائب لأرميا عليهالسلام. فلذلك ما كتبوا اسم كتاب باروخ على حدة في أسماء الكتب. ثم انعقد بعد ذلك ذلك ثلاثة مجالس أخر ، أعني مجلس ترلو ، ومجلس فلورنس ، ومجلس ترنت. وعلماء هذه المجالس الثلاثة سلّموا أحكام المجالس الثلاثة السابقة. فبعد انعقاد هذه المجالس صارت الكتب المذكورة مسلّمة بين جمهور المسيحيين. وبقيت إلى مدة ألف ومائتي سنة. ثم ظهرت فرقة بروتستنت ، فردّوا حكم أسلافهم في كتاب باروخ وكتاب توبيا