وكتاب يهوديت وكتاب وزدم وكتاب إيكليزياستيك وكتابي المقابيين ، وقالوا : إن هذه الكتب ليست مسلمة إلهامية ، بل واجبة الردّ. وردّوا حكمهم في جزء من كتاب أستير ، وسلّموا في جزء ، لأن هذا الكتاب كان ستّة عشر بابا ، فسلّموا الأبواب التسعة الأولى وثلاث آيات من الباب العاشر ، وردّوا عشر آيات من هذا الباب وستّة أبواب باقية ، وتمسكوا بوجوه ، منها أن يوسي بيس المؤرّخ صرّح في الباب الثاني والعشرين من الكتاب الرابع ، أن هذه الكتب حرّفت ، سيما الكتاب الثاني للمقابيين. ومنها أن اليهود لا يقولون إنها إلهاميّة ، والكنيسة الرومانية التي متبوعها إلى الآن أيضا أكثر من فرقة بروتستنت ، تسلّم هذه الكتب إلى هذا الحين ، ويعتقدون أنها إلهاميّة واجبة التسليم ، وهي داخلة في ترجمتهم اللّاطينية التي هي مسلّمة ومعتبرة عندهم غاية الاعتبار ومبنى دينهم ودياناتهم.
إذا علمت هذا ، فأقول : أيّ تحريف بالزيادة يكون أزيد من هذا. عند فرقة بروتستنت واليهود إن الكتب التي كانت غير مقبولة إلى ثلاثمائة وأربع وعشرين سنة ، وكانت محرّفة غير إلهامية ، جعلها أسلاف المسيحيين في المجالس المتعددة واجبة التسليم ، وأدخلوها في الكتب الإلهامية ، وأجمع الألوف من علمائهم على حقيقتها وإلهاميتها. والكنيسة الرومانية إلى هذا الزمان تصرّ على كونها إلهاميّة ، فظهر من هذا أنه لا اعتبار لإجماع أسلافهم. وليس هذا الإجماع دليلا على المخالف ، فضلا عن أن يكون قويا. فكما أجمعوا على هذه الكتب المحرّفة غير الإلهامية ، يجوز أن يكون إجماعهم على هذه الأناجيل المروجة ، مع كونها محرّفة غير إلهامية. ألا ترى أن هؤلاء الأسلاف كانوا مجمعين على صحة نسخة اليونانية ، وكانوا يعتقدون تحريف النسخة العبرانية ، وكانوا يقولون إن اليهود حرّفوها في سنة مائة وثلاثين من السنين المسيحية ، كما عرفت في الشاهد الثاني من المقصد الأول ، والكنيسة اليونانية وكذا الكنائس المشرقية إلى هذا الحين أيضا مجمعون على صحتها واعتقادها كاعتقاد الأسلاف ، وجمهور علماء بروتستنت أثبتوا أن إجماع الأسلاف وكذا الاختلاف المقتدين بهم غلط ، وعكسوا الأمر فاعتقدوا وقالوا في حق العبرانية ما قال أسلافهم في حق اليونانية. وكذلك أجمعت الكنيسة الرومانية على صحة الترجمة اللّاطينية وعلماء بروتستنت أثبتوا أنها محرّفة ، بل لم تحرّف ترجمة مثلها. قال هورن في المجلد الرابع من تفسيره نسخة سنة ١٨٢٢ صفحة ٤٦٣ : «وقع التحريفات والإلحاقات الكثيرة في هذه الترجمة من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر». ثم قال في الصفحة ٤٦٧ : «لا بدّ أن يكون ذلك الأمر في بالك أن ترجمة من التراجم لم تحرّف مثل اللّاطينية. ناقلوها من غير المبالاة أدخلوا فقرات بعض كتاب من العهد الجديد في كتاب آخر ، وكذا أدخلوا عبارات الحواشي في المتن». انتهى. وإذا كان فعلهم بالنسبة إلى ترجمتهم المقبولة المتداولة غاية التداول هذا ،