الكتاب عموما وعادة المسيحيين خصوصا ، أوصى في مقدمة هذه الترجمة أن لا يحرّف أحد في ترجمتي. لكن هذه الوصيّة ، لمّا كانت مخالفة لعادة أهل الكتاب ، لم يعملوا بها وأدخلوا هذه العبارة الجعلية في ترجمته. وما مضى على موته ثلاثون سنة وصدر هذا التحريف أولا عن أهل (فرينك فارت) فإنهم لمّا طبعوا هذه الترجمة في سنة ١٥٧٤ أدخلوا هذه العبارة ، لكنهم خافوا بعد ذلك من الله أو من طعن الخلق فأسقطوها في المرات الأخر التي طبعوا الترجمة فيها. ثم ثقل على أهل التثليث تركها ، فأدخل أهل وتن يرك في سنة ١٥٩٦ وسنة ١٥٩٩ من الميلاد ، وكذا أهل هيم يرك في سنة ١٥٩٦ هذه العبارة فيها. لكن خاف أهل وتن يرك من طعن الخلق ، كما خاف أهل فرينك فارت فأسقطوها في الطبع الآخر. ثم بعد ذلك ما رضي أهل التثليث من معتقدي المترجم بإسقاطها ، فشاع إدخالها في هذه الترجمة عموما على خلاف وصيّة إمامهم. فكيف يرجى عدم التحريف في النّسخ القليلة الوجود قبل إيجاد صنعة الطبع من الذين يكون عادتهم مثل ما علمت؟ حاشا ثم حاشا. لا نرجو منهم إلّا التحريف. وكتب الفيلسوف المشهور إسحاق نيوتن رسالة حجمها بقدر خمسين صفحة ، وأثبت فيها أن العبارة المذكورة ، وكذا الآية السادسة عشر من الرسالة الأولى إلى طيموثاوس محرّفتان ، والآية المذكورة هكذا «وبالإجماع عظيم هو سرّ التقوى ، الله ظهر في الجسد تبرز في الروح ترأى للملائكة كرز به بين الأمم أو من به في العالم رفع في المجد». وهذه الآية أيضا نافعة لأهل التثليث جدا ، فزادوا تحريفا لإثبات عقيدتهم الفاسدة.
الشاهد الثاني والثلاثون : في الباب الأول من مشاهدات يوحنّا هكذا «١٠ فحلّ الروح عليّ في يوم الربّ وسمعت من ورائي صوتا عظيما كصوت البوق ١٢ وهو يقول إني أنا الألف والباء والأول والآخر فاكتب ما ترى» إلى آخرها. وكريسباخ وشولز متّفقان على أن هذين اللفظين (الأول والآخر) إلحاقيّان. وبعض المترجمين تركوهما ، وترك في الترجمة العربية التي طبعت في سنة ١٦٧١ وسنة ١٨٢١ من الميلاد لفظ الألف والباء أيضا.
الشاهد الثالث والثلاثون : الآية السابعة والثلاثون من الباب الثامن من كتاب أعمال الحواريين هكذا : «قال فيلبوس إن آمنت بقلبك كله جاز لك ، فقال له وهو يحاوره : آمنت بأن عيسى المسيح هو ابن الله». وهذه الآية إلحاقيّة ، ألحقها أحد من أهل التثليث لأجل هذه الجملة (آمنت بأن عيسى المسيح هو ابن الله) وكريسباخ وشولز متّفقان على أنها إلحاقيّة.
الشاهد الرابع والثلاثون : في الباب التاسع من كتاب أعمال الحواريين هكذا : «٥ فقال له من أنت يا ربّ؟ فقال الربّ : أنا عيسى الذي أنت تؤذيه ، انه يصعب عليك أن ترفس إلّا ستة ٦ ، فقال وهو مرتعد متحيّر : ما الذي تريد أن أفعل يا ربّ؟ قال له الربّ : قم وادخل