السلام ، ثم لعلي ، ثم لها ، ثم رفعت القدر ، وأنها لتفيض. قالت : فأكلنا منها ما شاء الله.
١٩ ـ عن جابر رضي الله عنه في دين أبيه بعد موته ، وقد كان بذل لغرماء أبيه أصل ماله فلم يقبلوه. ولم يكن في ثمرها كفاف دينهم فجاءه النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعد أن أمره بجذها وجعلها بيادر في أصولها فمشى فيها ودعا فأوفى منه جابر غرماءه ، وفضل مثل ما كانوا يجدون كل سنة.
٢٠ ـ قال أبو هريرة رضي الله عنه : أصاب الناس مخمصة. فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل من شيء؟ قلت نعم ، شيء من التمر في المزود. قال فآتني به. فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ودعا بالبركة ، ثم قال ادع عشرة. فأكلوا حتى شبعوا. ثم عشرة كذلك ، حتى أطعم الجيش كلهم ، وشبعوا وقال خذ ما جئت به وأدخل يدك واقبض منه ولا تكبه. فقبضت على أكثر ما جئت به. فأكلت منه وأطعمت حياة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبي بكر وعمر إلى أن قتل عثمان ، فانتهب مني فذهب. ومعجزة تكثير الطعام ببركة دعائه مروية عن بضعة عشر صحابيا ، ورواه عنهم أضعافهم من التابعين ، ثم من لا يعدّ بعدهم. وأكثرها وردت في قصص مشهورة ومجامع مشهورة. ولا يمكن التحدث عنها إلا على وفق الصدق حذرا من التكذيب. وإنما حصل النبيّ صلىاللهعليهوسلم أولا الماء القليل أو الطعام القليل ، ثم كثره ولم يخترع من بدء الأمر من العدم إلى الوجود الماء الكثير أو الطعام الكثير مراعاة للأدب بحسب الظاهر ، ليعلم أن الموجد هو الله. وإنما حصلت البركة بسبب النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وإن كان التكثير أيضا في الحقيقة من جانب الله كالإيجاد. وهكذا فعله الأنبياء كما يظهر من معجزة إيلياء عليهالسلام في تكثير الدقيق والزيت في بيت امرأة أرملة ، على ما صرّح به في الباب السابع عشر من سفر الملوك الأول ، ومن معجزة اليسع عليهالسلام في تكثير عشرين خبزا من شعير وسنبل مفروك في منديل حتى أكل مائة رجل وفضل ، كما هو مصرّح به في الباب الرابع من سفر الملوك الثاني ، ومن معجزة عيسى عليهالسلام في تكثير خمسة أرغفة وسمكتين على ما صرّح به في الباب الرابع عشر من إنجيل متّى.
٢١ ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في سفر ، فدنا منه أعرابي فقال : يا أعرابي أين تريد؟ قال : أهلي. قال : هل لك إلى خير؟ قال : وما هو؟ قال : أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله. قال من يشهد لك على ما تقول؟ قال هذه الشجرة السمرة وهي بشاطئ الوادي. فأقبلت تخدّ الأرض حتى قامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال ، ثم رجعت إلى مكانها.
٢٢ ـ عن جابر رضي الله عنه : ذهب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقضي حاجته فلم ير شيئا يستتر به ،