الفصل الثاني
في بيان أنّ أهل الكتاب لا يوجد عندهم سند متصل
لكتاب من كتب العهد العتيق والجديد
اعلم ، أرشدك الله تعالى ، أنه لا بدّ لكون الكتاب سماويا واجب التسليم ، أن يثبت أولا بدليل تامّ أن هذا الكتاب كتب بواسطة النبيّ الفلاني ، ووصل بعد ذلك إلينا بالسند المتصل بلا تغيير ولا تبديل. والاستناد إلى شخص ذي إلهام بمجرد الظن والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص. وكذلك مجرّد ادّعاء فرقة أو فرق لا يكفي فيه. ألا ترى أن كتاب المشاهدات ، والسفر الصغير للتكوين ، وكتاب المعراج ، وكتاب الأسرار ، وكتاب تستمنت ، وكتاب الإقرار ، منسوبة إلى موسى عليهالسلام. وكذلك السفر الرابع لعزرا منسوب إلى عزرا ، وكتاب معراج أشعيا وكتاب مشاهدات أشعيا منسوبان إلى أشعيا عليهالسلام ، وسوى الكتاب المشهور لأرميا عليهالسلام كتاب آخر منسوب إليه ، وعدّة ملفوظات منسوبة إلى حبقوق عليهالسلام ، وعدّة زبورات منسوبة إلى سليمان عليهالسلام. ومن كتب العهد الجديد ، سوى الكتب المذكورة ، كتب جاوزت سبعين منسوبة إلى عيسى ومريم والحواريين وتابعيهم. والمسيحيون الآن يدّعون أن كلّا من هذه الكتب من الأكاذيب المصنوعة. واتفق على هذه الدعوى كنيسة كريك وكاتلك وبروتستنت. وكذلك السفر الثالث لعزرا منسوب إلى عزرا ، وعند كنيسة كريك جزء من العهد العتيق ومقدس واجب التسليم ، وعند كنيسة كاتلك وبروتستنت من الأكاذيب المصنوعة ، كما ستعرف هذه الأمور مفصّلة في الباب الثاني إن شاء الله تعالى. وقد عرفت في الفصل الأول أن كتاب باروخ وكتاب طوبيا وكتاب يهوديت وكتاب وزدم وكتاب إيكليزياستكس وكتابي المقابيين وجزءا من كتاب أستير واجبة التسليم عند كاتلك ، وواجبة الردّ عند بروتستنت. فإذا كان الأمر كذلك ، فلا نعتقد بمجرد استناد كتاب من الكتب إلى نبيّ أو حواري أنه إلهامي أو واجب التسليم. وكذلك لا نعتقد بمجرد ادّعائهم ، بل نحتاج إلى دليل. ولذلك طلبنا مرارا من علمائهم الفحول السّند