يجعلون للرب كرامة وحمده يخبرون به في الجزائر ١٣ الرب كجبار يخرج مثل رجل مقاتل يهوش الغيرة ، يصوت ويصيح ، على أعدائه يتقوى ١٤ سكت دائما صمت صبرت صبرا فاتكلم مثل الطائفة ما بدد وابتلع معا ١٥ اخرب الجبال والآكام وكل بناتهن اجفف ، وأجعل الأنهار جزائر والبحيرات أجففهن ١٦ وأقيد العمي في طريق لم يعرفوها ، والسبل لم يعلموا أسيرهم فيها أصير أمامهم الظلمة نورا ، والعقب سهلا. هذا الكلام صنعته لهم ولا أخذلهم ١٧ اندبروا إلى ورائهم والمتكلمون على المنحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلهتنا ليخزون خزيا» والآية السابعة عشر في الترجمة الفارسية هكذا : (كسانى كه بر شكل تراشيده توكل دارند هزيمت وبشيمان تمام خواهند يافت). وظهر من الآية التاسعة أن أشعيا عليهالسلام أخبر أولا عن بعض الأشياء ، ثم يخبر عن الأخبار الجديدة الآتية في المستقبل. فالحال الذي يخبر عنه من هذه الآية إلى آخر الباب غير الحال الذي أخبر عنه قبلها. ولذلك قال في الآية الثالثة والعشرين هكذا : «من هو نبيّكم أن يسمع هذا يصغي ويسمع الآية». والتسبيحة الجديدة عبارة عن العبادة على النهج الجديد التي هي في الشريعة المحمدية ، وتعميمها على سكان أقاصي الأرض وأهل الجزائر وأهل المدن والبراري إشارة إلى عموم نبوّته صلىاللهعليهوسلم. ولفظ (قيدار) أقوى إشارة إليه. لأن محمدا صلىاللهعليهوسلم في أولاد قيدار بن إسماعيل. وقوله (من رءوس الجبال يصيحون) إشارة إلى العبادة المخصوصة التي تؤدى في أيام الحج يصيح ألوف ألوف من الناس بلبيك اللهم لبيك. وقوله (حمده يخبرون به في الجزائر) إشارة إلى الأذان يخبر به ألوف ألوف في أقطار العالم في الأوقات الخمسة بالجهر. وقوله (الرب كجبار يخرج مثل رجل مقاتل يهوش الغير) يشير إلى مضمون الجهاد إشارة حسنة بأن جهاده وجهاد تابعيه يكون لله وبأمره خاليا عن حظوظ الهوس النفسانية. ولذلك عبر الله عن خروج هذا النبيّ وخروج تابعيه بخروجه. وبيّن في الآية الرابعة عشر سبب مشروعية الجهاد ، وأشار في الآية السادسة عشر إلى حال العرب لأنهم كانوا غير واقفين على أحكام الله ، وكانوا يعبدون الأصنام وكانوا مبتلين بأنواع الرسوم القبيحة الجاهلية ، كما قال الله تعالى في حقهم : (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [آل عمران : ١٦٤]. وقوله (لا أخذلهم) إشارة إلى كون أمته مرحومة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٧]. وإلى تأييد شريعته وقوله : (والمتوكلون على المنحوتة القائلون للمسبوكة أنكم آلهتنا ليخزون خزيا) وعد بأن عابدي الأصنام والأوثان كمشركي العرب وعابدي الصليب وصور القديسين يحصل لهم الخزي والهزيمة التامة. ووفى بما وعد فإن مشركي العرب وهرقل عظيم الروم وكسرى فارس ما قصروا في إطفاء النور الأحمدي ، لكنهم ما حصل لهم سوى الخزي التام. وعاقبة الأمر لم يبق أثر الشرك في إقليم العرب ، وزالت دولة كسرى مطلقا ، وزالت حكومة أهل الصليب من الشام مطلقا. وأما في