من آدم إلى يعقوب عليهمالسلام ، ناقلا عن سفر التكوين وتفاسيره المعتبرة عند علماء پروتستنت. فانقل في بعض المواضع عن هذا الكتاب أيضا.
القسم الأول
في أن الذنوب المذكورة في كتبهم
لم تقدح في نبوّة أنبيائهم
١ ـ قصة آدم عليهالسلام عندهم مشهورة في الباب الثالث من سفر التكوين مسطورة ، وهم يعترفون أنه أذنب عمدا ولم يعترف بذنبه لما طلبه الله ، ولم تثبت توبته عندهم إلى آخر حياته. في الصفحة ٢٣ من طريق الأولياء : «يا أسفي على أنه لم تثبت توبته ، وعلى أنه ما استغفر الله لذنبه مرة واحدة أيضا». انتهى.
٢ ـ في الباب التاسع من سفر التكوين هكذا : «١٨ فكان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك سام وحام ويافث وحام أبو كنعان ٢٠ وبدا نوح رجل فلاح يحرث في الأرض وغرس كرما ٢١ وشرب خمرا فسكر وتكشف في خبا ٢٢ فلما نظر حام أبو كنعان ذلك ، أي عورة أبيه أنها مكشفة ، أخبر إخوته خارجا ٢٤ فلما استيقظ نوح من الخمر وعلم بما عمل به ابنه الأصغر ٢٥ فقال ملعون كنعان فيكون عبد العبيد لاخوته». ففيه تصريح بأن نوحا شرب الخمر وسكر وصار عريانا. والعجب أن المذنب بالنظر إلى عورة أبيه هو حام أبو كنعان ، والذي عوقب باللعنة ابنه كنعان ، وأخذ الابن بذنب الأب خلاف العدل. قال حزقيال في الآية العشرين من الباب الثامن عشر من كتابه : «النفس التي تخطىء فهي تموت ، والابن لا يحمل إثم الأب ، والأب لا يحمل إثم الابن ، وعدل العادل يكون عليه ، ونفاق المنافق يكون عليه». ولو فرضنا أنه حمل إثم الأب على الابن خلاف العدل ، فما وجه تخصيص كنعان؟ لأن أبناء حام كانوا أربعة : كوش ومصرايم وفوط وكنعان ، كما هو مصرّح به في الباب العاشر.
٣ ـ في الصفحة ٧٤ من طريق الأولياء في حال إبراهيم هكذا : «لا يعلم حاله إلى سبعين سنة من عمره وهو تربى في الوثنيين ومضى أكثر عمره فيهم. ويعلم أن أبويه ما كانا يعرفان الإله الحق. ويحتمل أن إبراهيم أيضا كان يعبد الأصنام ما لم يظهر الله عليه ، ثم ظهر عليه وانتخبه من أبناء العالم وجعله عبدا خاصا». انتهى. فظهر أن المظنون عند المسيحيين أن إبراهيم إلى سبعين سنة من عمره كان يعبد الأصنام. أقول كونه عابد الأصنام إلى أن بلغ سبعين سنة قريب اليقين ، نظر إلى أصولهم لأن أهل العالم في هذا الوقت عندهم كانوا وثنيين وهو تربى فيهم ، وأبواه أيضا كانا منهم. ولم يظهر عليه الرب إلى ذلك الوقت ، والعصمة عن