أنت معثرة لي ، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس كما هو مصرّح به في الباب السادس عشر من إنجيل متى. وكتب مقدسهم بولس في الباب الثاني من رسالته إلى أهل غلاطية هكذا : «١١ ولكن لما أتى بطرس إلى أنطاكية قاومته مواجهة لأنه كان ملوما ١٢ لأنه قبل ما أتى قوم من عند يعقوب كان يأكل مع الأمم. ولكن لما أتوا كان يؤخر نفسه خائفا من الذين هم من أهل الختان ١٣ ورأى معه باقي اليهود أيضا حتى أن برنابا أيضا انقاد إلى ريائهم ١٤ لكن لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل ، قلت لبطرس قدام الجميع إن كنت ، وأنت يهودي ، تعيش أمميا فلما ذا تلزم الأمم أن يتهودوا». وكان بطرس يتقدم على الحواريين في القول. لكنه في بعض الأوقات لا يدري ما يقول ، كما صرّح به في الآية الثالثة والثلاثين من الباب التاسع من إنجيل لوقا. وفي الرسالة الثانية من كتاب الثلاث عشرة رسالة المطبوعة سنة ١٨٤٩ في بيروت في الصفحة ٦٠ «ان أحد الآباء يقول انه كان شديد أداء التجبر والمخالفة». يوحنا فم الذهب مقالة ٨٢ و ٨٣ في متى. ثم في الصفحة ٦١ : «يقول فم الذهب أنه كان ضعيفا متخلخل العقل ، والقديس اغوستينوس يقول عن بطرس أنه كان غير ثابت ، لأنه كان يؤمن أحيانا ويشك أحيانا ، وتارة يعرف أن المسيح غير مائت وتارة يخاف أن يموت ، وكان المسيح يقول له مرة طوبى لك ، وأخرى يقول له يا شيطان». انتهى بلفظه. فهذا الحواري عندهم أفضل من موسى وسائر الأنبياء الإسرائيلية. فإذا كان حال الأفضل من موسى كما علمت ، فما ذا يعتقد في حق المفضولين؟
٣٣ ـ كان رئيس الكهنة قيافا نبيا بشهادة يوحنا في الآية الحادية والخمسين من الباب الحادي عشر من إنجيل يوحنا قوله في حق قيافا في الترجمة العربية المطبوعة سنة ١٨٣١ وسنة ١٨٤٤ هكذا : «ولم يقل هذا من نفسه لكن من أجل أنه كان عظيم الكهنة في تلك السنة ، فتنبأ أن يسوع كان مزمعا أن يموت بدل الأمة». فقوله تنبأ يدل على نبوّته. وهذا النبيّ أفتى بقتل عيسى عليهالسلام وكفره وأهانه. فلو كانت هذه الأمور بالنبوّة والإلهام فعيسى عليهالسلام واجب الرد ، والعياذ بالله. وإن كانت بإغواء الشيطان فأي ذنب أكبر من هذه؟ وأكتفي على هذا القدر وأقول ان الذنوب المذكورة وأمثالها مصرّح بها في كتب العهدين ، ولم تقدح هذه الذنوب في نبوّة أنبيائهم أفلا يستحيون أن يعترضوا على محمد صلىاللهعليهوسلم في أمور خفيفة.
القسم الثاني
في نقل مطاعن القساوسة والرد عليها
وإذا عرفت هذا فالآن أشرع في نقل مطاعنهم والجواب عنها وأقول :
المطعن الأول : مطعن الجهاد. وهو من أعظم المطاعن في زعمهم. ويقررونه في