سخروا منها. والسبب في تلك السخرية اعتقادهم أنها من باب السحر. وقوله مبين معناه أن كونه سحرا أمر بيّن لا شبهة لأحد فيه». انتهى كلامه. وفي البيضاوي : (وَإِذا رَأَوْا آيَةً) تدل على صدق القائل (يَسْتَسْخِرُونَ) يبالغون في السخرية ويقولون انه سحر أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها (وَقالُوا إِنْ هذا) يعنون ما يرونه (إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) ظاهر سحريته. انتهى. وفي الجلالين : (وَإِذا رَأَوْا آيَةً) كانشقاق القمر (يَسْتَسْخِرُونَ) يستهزءون بها (وَقالُوا) فيها (إِنْ) ما (هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) بيّن. انتهى. ومثله في الحسيني. / ٢ / وفي سورة القمر : [٢] (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) وقد عرفتها في الفصل الأول. / ٣ / وفي سورة آل عمران : [٨٦]. (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجاءَهُمُ الْبَيِّناتُ) في الكشاف في تفسير قوله (الْبَيِّناتُ) : الشواهد من القرآن وسائر المعجزات التي تثبت بمثلها النبوّة. انتهى كلامه. ولفظ البيّنات إذا كان موصوفه مقدّرا فيستعمل في القرآن غالبا بمعنى المعجزات ، واستعماله في غيرها في تلك الصورة قليل جدا فلا يحمل على المعنى القليل بدون القرينة القوية. في سورة البقرة : [٨٧] (وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ). وفي سورة النساء : [١٥٣] (ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ). وفي سورة المائدة : [١١٠] (إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ). وفي سورة الأعراف : [١٠١] (وَلَقَدْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) وفي سورة يونس : [١٣] (وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) ، ثم في تلك السورة : (فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) [يونس : ٧٤]. وفي سورة النحل : [٤٤] (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ) وفي سورة طه : [٧٢] (لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ). وفي سورة غافر : [٢٨] (وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ). وفي سورة الحديد : [٢٥] (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ). وفي سورة التغابن : [٦] (ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ). وكذا في غير هذه المواضع. / ٤ / في سورة الأنعام : [٢١] (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). في البيضاوي : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) كقولهم الملائكة بنات الله وهؤلاء شفعاؤنا عند الله (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) كأن كذبوا بالقرآن والمعجزات وسموها سحرا. وإنما ذكر ، أو وهم جمعوا بين الأمرين تنبيها على أن كلا منهما وحده بالغ غاية الإفراط في الظلم على النفس. انتهى. وفي الكشاف : جمعوا بين أمرين متناقضين فكذبوا على الله وكذبوا بما ثبت بالحجة والبيّنة والبرهان الصحيح ، حيث قالوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ، وقالوا الله أمرنا بها ، وقالوا الملائكة بنات الله وهؤلاء شفعاؤنا عند الله ، ونسبوا إليه تحريم البحائر والسوائب ، وذهبوا فكذبوا بالقرآن والمعجزات وسموها سحرا ولم يؤمنوا بالرسول. انتهى. وفي التفسير