بالغيب ، لعلّ فلانا أو فلانا ألحقهما. قال جامعو تفسير هنري واسكات في حق الباب المذكور : «يعلم أن عزرا أو شخصا آخر ألحق هذا الباب لتوضيح أخبار الحوادث الآتية التي تمّت في الباب السابق ولتوضيح مرتبته». انتهى. وقال هورن في الصفحة ١٩٥ من المجلد الرابع : «ألحق هذا الباب بعد وفاة أرميا وبعد ما أطلق اليهود من أسر بابل الذي يوجد ذكره قليلا في هذا الباب». ثم قال في المجلد المذكور : «إن جميع ملفوظات هذا الرسول بالعبري إلّا الآية الحادية عشرة من الباب العاشر ، فإنها بلسان الكسدينر. وقال القسّيس ونما : إن هذه الآية إلحاقية». انتهى. وقعت مباحثة بين كاركرن كاتلك ووارن من علماء بروتستنت وطبعت هذه المباحثة في بلدة أكبرآباد سنة ١٨٥٢ ، فقال كاركرن في الرسالة الثالثة منها : «إن الفاضل المشهور أستاهلن الجرمني قال : إنه لا يمكن أن يكون الباب الأربعون وما بعده إلى الباب السادس والستّين من كتاب أشعيا من تصنيفه». انتهى. فسبعة وعشرون بابا ليس من تصنيف أشعيا.
وستعرف في الشاهد الثامن عشر من المقصد الثالث أن القدماء المسيحية كافّة وغير المحصورين من المتأخرين ، أن إنجيل متّى كان باللسان العبراني ، وفقد بسبب تحريف الفرق المسيحية والموجود الآن ترجمته. ولا يوجد عندهم إسناد هذه الترجمة ، حتى لم يعلم باليقين اسم المترجم أيضا إلى هذا الحين كما اعترف به جيروم من أفاضل قدمائهم ، فضلا عن علم أحوال المترجم. نعم ، يقولون رجما بالغيب ، لعلّ فلانا وفلانا ترجمه ، ولا يتمّ هذا على المخالف. وكذا لا يثبت مثل هذا الظن استناد الكتاب إلى المصنّف. وقد عرفت في الأمر السابع من المقدمة أن مؤلّف ميزان الحق مع تعصّبه لم يقدر على بيان السند في حق هذا الإنجيل بل قال ظنّا : «إن الغالب أن متّى كتبه باللسان اليوناني». وظنه بلا دليل مردود.
فهذه الترجمة ليست بواجبة التسليم ، بل هي قابلة للردّ. وفي إنسائي كلوبيديا بويي في بيان إنجيل متّى هكذا : «كتب هذا الإنجيل في السنة الحادية والأربعين باللسان العبراني وباللسان الذي ما بين الكلداني والسرياني ، لكن الموجود منه الترجمة اليونانية والتي توجد الآن باللسان العبراني فهي ترجمة الترجمة اليونانية». انتهى كلامه. وقال وارد كاتلك في كتابه : «صرّح جيروم في مكتوبه أن بعض العلماء المتقدمين كانوا يشكّون في الباب الآخر من إنجيل مرقس ، وبعض القدماء كانوا يشكّون في بعض الآيات من الباب الثاني والعشرين من إنجيل لوقا ، وبعض القدماء كانوا يشكّون في البابين الأوّلين من هذا الإنجيل وما كان هذان البابان في نسخة فرقة مارسيوني». انتهى. وقال المحقّق نورتن في الصفحة ٧٠ من كتابه المطبوع سنة ١٨٣٧ في بلدة بوستن في حق إنجيل مرقس : «في هذا الإنجيل عبارة واحدة قابلة للتحقيق وهي من الآية التاسعة إلى آخر الباب الآخر. والعجب من كريسباخ أنه ما جعلها