مقدمة
في بيان الأمور التي يجب التنبيه عليها
الأمر الأول : إني إذا أطلقت الكلام في هذا الكتاب في موضع من المواضع فهو منقول عن كتب علماء بروتستنت بطريق الإلزام والجدل ، فإن رآه الناظر مخالفا لمذهب أهل الإسلام فلا يقع في الشك ، وإذا نقلت عن الكتب الإسلامية أشرت إليه غالبا إلّا أن يكون مشهورا.
الأمر الثاني : إن النقل غالبا في هذا الكتاب من كتب فرقة بروتستنت ، سواء كانت تراجم أو تفاسير أو تواريخ ، لأن هذه الفرقة هي المتسلّطة على مملكة الهند (١) ومن علمائها وقعت المناظرة والمباحثة ووصلت إليّ كتبها وقليلا ما يكون عن كتب فرقة كاتلك أيضا.
الأمر الثالث : إن التبديل والإصلاح بمنزلة الأمر الطبيعي لفرقة بروتستنت ، ولذلك ترى أنه إذا طبع كتاب من كتبهم مرة أخرى يقع غالبا فيه تغيير كثير بالنسبة إلى المرة الأولى ، إما بتبديل بعض المضامين أو بزيادتها أو نقصانها أو بتقديم المباحث وتأخيرها ، فإذا قوبل المنقول عن كتبهم بالكتب المنقول عنها ، فإن كانت تلك الكتب مطبوعة من جنس الكتب التي نقل عنها الناقل ، فيخرج النقل مطابقا ، وإلّا فيخرج غير مطابق غالبا. فمن لم يكن واقفا على عادتهم يظن أن الناقل أخطأ ، والحال أنه مصيب وحصل هذا الأمر من عادات هؤلاء القسّيسين. ووقعت أنا أيضا في المغالطة مرتين قبل العلم بعادتهم ، فلا بدّ أن يكون الناظر
__________________
(١) جرت هذه المناظرة خلال احتلال القوّات البريطانية للهند ، ومن المعروف أن المذهب البروتستانتي هو السائد في بريطانيا.