ألف بالقتل والصلب والجوع ، وأسر منهم سبعة وتسعون ألفا وأولادهم إلى الآن متفرّقون في أقطار العالم في غاية الذلّ.
٣٤ ـ في الباب المذكور وعد الله لداود على لسان ناثان النبيّ عليهماالسلام هكذا : «١٢ فإذا تمّت أيامك ونمت مع آبائك ، فإنّي أقيم زرعك من بعدك الذي يخرج من بطنك وأثبت ملكه ١٣ وهو يبني بيتا لاسمي وأصلح كرسي ملكه إلى الأبد ١٤ وأنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا ، وإن ظلم ظلما أنا أبكّته بعصاة الناس ، وبالجلد الذي كان يجلد به الناس ١٥ وأما رحمتي لا أبعد عنه كما أبعدت عن شاول الذي نفيته من بين يدي ١٦ وبيتك يكون أمينا وملكك إلى الدهر أمامك وكرسيك يكون ثابتا إلى الأبد». وهذا الوعد في الباب الثاني والعشرين من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا : «٩ وهو ذا ولد مولود لك ، هو يكون رجلا ذا هدوّ وأريحه من كل أعدائه مستديرا ، فإن سليمان يكون اسمه ، وسلامة وقرارا أجعل على إسرائيل في كل أيامه ١٠ هو يبني بيتا لاسمي وهو يكون لي مقام الابن وأنا له مقام الأب وسوف اثبت كرسي ملكه على آل إسرائيل إلى الأبد». فكان وعد الله أن السلطنة لا تزول من بيت داود إلى الأبد. ولم يف بهذا الوعد وزالت سلطنة آل داود منذ مدّة طويلة جدا.
٣٥ ـ نقل مقدس أهل التثليث بولس قول الله في فضل عيسى عليهالسلام على الملائكة في الآية السادسة من الباب الأول من الرسالة العبرانية هكذا : «أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا». وعلماؤهم يصرّحون أنه إشارة إلى الآية الرابعة عشرة من الباب السابع من سفر صموئيل الثاني الذي مرّ نقله في الغلط السابق. وهذا الزعم غير صحيح لوجوه.
الأول : أنه صرّح في سفر أخبار الأيام أن اسمه يكون سليمان. والثاني : أنه صرّح في السفرين : «انه يبني لاسمي بيتا» فلا بدّ أن يكون هذا الابن باني البيت وهو ليس إلّا سليمان عليهالسلام ، وولد عيسى عليهالسلام بعد ألف وثلاث سنين من بناء البيت ، وكان يخبر بخرابه ، كما هو مصرّح في الباب الرابع والعشرين من إنجيل متّى. وستعرف في بيان الغلط التاسع والسبعين. والثالث : أنه صرّح في السفرين أنه يكون سلطانا ، وعيسى عليهالسلام كان فقيرا حتى قال في حقه : «للثعالب أو جرة ولطيور السماء أوكار ، وأما ابن الإنسان فليس له أن يسند رأسه» ، كما هو منقول في الآية العشرين من الباب الثامن من إنجيل متّى. والرابع : أنه صرّح في سفر صموئيل في حقه «وإن ظلم ظلما فأبكّته». فلا بدّ أن يكون هذا الشخص غير معصوم يمكن صدور الظلم عنه. وسليمان عليهالسلام في زعمهم هكذا ، لأنه ارتدّ في آخر عمره ، وعبد الأصنام ، وبنى المعابد لها ، ورجع من شرف منصب النبوّة إلى ذلّ منصب الشرك ، كما هو مصرّح في كتبهم المقدسة. وأيّ ظلم أكبر من الشرك. وعيسى عليهالسلام