مسألة : القول في الجوهر والعرض
الجوهر المتحيّز (١) والعرض الحالّ في المتحيّز ولا واسطة بينهما والجسم ما يتركّب (٢) من ثمانية جواهر فصاعدا (٣) ولا بدّ في كلّ جسم من الانتهاء إلى الجوهر وأنكره النظّام (٤).
والنقطة لازمة له والكرة فوق السّطح تلاقيه (٥) بجزء غير منقسم وإلّا لكان (٦) الشّكل مضلعا وقد فرضناه كريّا (٧).
__________________
(١). هذا التعريف مع غضّ النظر عن نقصانه وانّه التعريف بالجنس ، نصّ عليه إمام الحرمين الجويني بقوله : الجوهر المتحيّز وقيل : الجوهر ما له حجم وقيل : الجوهر ما يقبل العرض ، فأمّا العرض فقد قيل : ما يقوم بالجوهر وقيل : ما يطرأ على الجواهر (لمع الأدلّة ، ص ٧٧).
(٢). في «ب» : مركب.
(٣). نسب أبو الحسن الاشعري (مقالات الإسلاميين ، ص ٣٠٣) هذا التعريف للجسم إلى معمّر ونسبه الإيجى (شرح المواقف ، ٦ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤) إلى الجبّائي وهو قول أكثر المعتزلة والمراد منه أنّ الجسم هو الطويل العريض العميق وأقلّ الأجسام ثمانية أجزاء وإذا انضمّ جزء إلى جزء حدث طول وانّ العرض يكون بانضمام جزءين إليهما وانّ العمق يحدث بأن يطبق على أربعة أجزاء فتكون الثمانية الاجزاء جسما عريضا طويلا عميقا ، راجع عن هذا التعريف : إرشاد الطالبين ، ص ٣٠ ؛ تلخيص المحصّل ، ص ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٤). النظّام هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار المعروف بالنظّام وهو شيخ أبي عثمان عمرو بن جاحظ وهو معدود من أذكياء المعتزلة وذوى النباهة فيهم وذهب إلى إبطال الجزء الذي لا يتجزأ ، انظر ، الفرق بين الفرق ، ص ١٣١ ؛ أصول الدين لأبي منصور البغدادي ، ص ٣٦ ؛ الفصل في الملل والاهواء والنحل ، ٥ / ٩٢ ؛ تلخيص المحصل ، ص ١٨٤.
(٥). في الأصل : يلاقيه وما أثبتناه في المتن موافق لنسخة «ب».
(٦). في «ب» : وإلّا كان.
(٧). في «ب» : كرتا.