القول في الدّلالة على أنّ الصّفات
ثابتة من وجوب وجوده فقط
مدبّر العالم إن كان واجب الوجود فهو المقصود وإن كان جائز الوجود افتقر إلى مؤثّر ، فيتسلسل أو ينتهي (١) إلى الواجب بذاته.
والموجود إمّا أن يتعلق وجوده بغيره بحيث يلزم من عدم الغير عدمه ، أو لا يتعلّق والأوّل الممكن والثّاني الواجب لذاته.
والله (٢) تعالى ليس بعرض ، لأنّ العرض يتقوّم بمحلّه وما يتقوّم بغيره فهو ممكن. وليس بجسم لما ذكرناه أوّلا.
وليس له وصف زائد على ذاته (٣) لأنّه (٤) إن تقوّم وجوده به كانت ذاته مفتقرة إلى غيره وإن لم يتقوّم فهو معلول وعلّته إمّا الذّات ويستحيل كونها فاعلة قابلة أو غيرها ولا علاقة لواجب الوجود بغيره.
وليس بمتغيّر ، لأنّ حدوث أمر في ذاته إن اقتضاه غيره كانت الذّات متعلّقة بالغير والذّات يقتضي دوام التّغيّر.
__________________
(١). في الأصل : يؤدّي وما أثبتناه موافق لنسخة «ب».
(٢). في «ب» : فالله.
(٣). ذهبت الأشاعرة إلى الزيادة والحكماء والمحققون من المتكلّمين إلى أنّه نفسها واختاره المصنف.
(٤). في الأصل زيادة «إمّا» بعد «لأنّه».