القول في عصمة الأنبياء والرّدّ على
مخالفي الملّة أجمع
العصمة لطف يمنع (١) من اختصّ به من الخطاء ولا يمنعه على وجه القهر وإلّا لم يكن المعصوم مثابا ووجه عصمة الأنبياء أنّهم لو لم يكونوا معصومين لأدّى إلى التّنفير عن قبول أقوالهم وذلك ممّا (٢) يدرأه (٣) المعجز ودلالته.
وما يدّعي (٤) اليهود من استحالة النسخ (٥) باطل ، لجواز تغيّر المصلحة كما في المريض وعليه يخرج (٦) قولهم إن لم يكن السبت (٧) مصلحة كان الأمر به قبيحا وإن كان مصلحة كان النّهي عنه قبيحا ؛ على أنّ في التوراة أوامر كثيرة (٨) منسوخة.
وادّعاؤهم انّ موسى قال : أنا خاتم النبيين (٩) باطل ، لأنّهم لا تواتر لهم بحادثة بخت نصر ؛ على أنّ الفاظ التّأبيد لا تدلّ على الدّوام كقصّة دم الفصيح والعبد (١٠) المعتق.
__________________
(١). في «ب» وفي الأصل : يمتنع.
(٢). في «ب» : وفي الأصل : ذلك وممّا.
(٣). أي يدفعه.
(٤). في «ب» : تدعي.
(٥). هذا قول الفريق الأوّل من اليهود وهم قائلون باستحالة النسخ عقلا.
(٦). وقوله : «عليه يخرج» في نسخة «ب» ممسوح.
(٧). في «ب» : سبب.
(٨). في «ب» : كثر.
(٩). هذا قول الفريق الثاني من اليهود وهم يدعون تأبيد شرع موسى عليهالسلام خبرا ، راجع عن قولهم : أصول الدين لابي منصور البغدادي ، ٢٢٦ ، ٣٢٦.
(١٠). في «ب» : وفي الأصل : عبد.