الصّفا ثانيا ، ثمّ يمضي إلى المروة ثالثا ، وهكذا الى أن يكمل سبعا.
أقول : الرّكن الرّابع من أركان العمرة السّعي ، ومحلّه بين الصّفا والمروة ، ويجب فيه امور :
العدد ؛ وهو سبعة أشواط.
والبدأة بالصّفا ، وهو : إمّا أن يلصق عقبيه به ، أو يصعد عليه.
والنّيّة ، وصورتها : «أسعى سعي العمرة المتمتّع بها إلى حجّة الإسلام ، لوجوبه ، قربة إلى الله» ثمّ يمضي إلى المروة فيلصق أصابع قدميه بها ، أو يصعد عليها. فهذا شوط أوّل ، ثمّ يبدأ [في الشّوط الثّاني بالمروة] (١) بأن يلصق عقبيه بها ، أو يصعد عليها ، ويختم بالصّفا بأن يلصق أصابع قدميه به ، أو يصعد عليه ، وهكذا إلى أن يكمل سبعة أشواط من الصّفا إليها شوطا ، ويكون ابتداء سعيه بالصّفا واختتامه بالمروة.
قال «قدّس الله روحه» :
ثمّ يقصّر : فيقول : «أقصّر للإحلال من العمرة المتمتّع [بها إلى حجّ الإسلام] ، لوجوبه ، قربة إلى الله». ثمّ يقصّر شيئا من شعر رأسه أو شعر لحيته.
أقول : إذا فرغ من السّعي ، قصّر للإحلال من [إحرام] العمرة ، ومحلّه المروة. وهو واجب في العمرة ، وليس بركن ، ولا يجوز الحلق ، ونيّته : «اقصّر للإحلال من عمرة التّمتّع ، عمرة الإسلام ، لوجوبه ، قربة إلى الله».
ثمّ يقصّر شيئا من شعر رأسه ، أو شعر لحيته ، فإذا فعل ذلك أحلّ من كلّ شيء أحرم منه ، وهو تمام العمرة.
قال «قدّس الله روحه» :
ثمّ ينشئ إحراما آخر للحجّ من مكّة ، وأفضله : من تحت الميزاب يوم التروية ، ويتضيّق يوم عرفه ، وصفته كالأوّل ، إلّا أنّه ينوي إحرام الحجّ ؛ فيقول :
__________________
(١) «ج» : بالشّوط الثّاني من المروة.