على يد الفقير إلى رحمة ربّه وشفاعته عبد الوهّاب بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن السّيوريّ الأسديّ ـ عفي عنه ـ بالمشهد الشّريف الغرويّ على ساكنه السّلام ـ وذلك في مدرسة المقداد السّيوريّ.
وهذه المدرسة باقية حتى اليوم ، ولكن تغيّر اسمها ، فإنّها تعرف ب «المدرسة السليميّة» نسبة إلى بانيها «سليم خان» فإنّها خربت مدّة واشتراها هذا الرّجل وعمرها مدرسة ، فنسبت إليه ـ كما حدّثنا به العلّامة الخبير السّيّد أبو تراب الخوانساريّ ـ رحمهالله (١).
فتبيّن بذلك أنّ مدرسته ـ قدّس الله روحه ـ كانت من أهمّ المدارس العلميّة في النّجف الأشرف ، ولكنّ نوائب الدّهر وطوارق الحدثان طرأت عليها ، فجعلتها ـ ككثير من المدارس والمساجد والمحافل العلميّة والأدبيّة غيرها ـ نسيا منسيّا ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وفاته ومدفنه :
الّذي يلوح من كلام من ترجم له ـ رحمهالله ـ أنّه توفّي بالمشهد الغرويّ الشّريف في النّجف الأشرف ـ على مشرّفه آلاف التّحيّة والسّلام ـ ضاحي نهار الأحد السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ٨٢٦ ق ، ودفن بمقابر المشهد المذكور ، كما صرح بذلك تلميذه الشّيخ حسن بن راشد الحلّيّ رحمهالله ، فقد ذكر العلّامة السّيّد محمّد صادق بحر العلوم تعليقة ، جاءت في هامش «الرّوضات» عند ترجمة الفاضل ـ رحمهالله ـ قال فيها ما نصّه :
وجدت في خزانة كتب آية الله المجاهد شيخنا الشّيخ محمّد الجواد البلاغي النّجفيّ المتوفّى سنة ١٣٥٢ ق نسخة من قواعد الشّهيد الأوّل ، من موقوفات الشّيخ محمّد علي البلاغيّ ـ رحمهالله ـ كما كتب عليها بخطّ الشّيخ إبراهيم بن حسين بن عبّاس بن حسن بن عبّاس بن محمّد عليّ البلاغيّ ، وهي منقولة عن نسخة كانت
__________________
(١) ماضي النّجف وحاضرها ١ : ١٢٥.