يهمز فهو مأخوذ من نبا ، أي : علا ، لأنّه علا على سائر الخلق ، لكونه أشرفهم ، ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أشرف من خلق الله تعالى ، لأنّه أشرف من الملائكة وكافّة البشر.
والأنبياء : جمع نبيّ ، وهو : المخبر عن الله تعالى بغير واسطة بشر. ومحمّد : مشتقّ من الحمد ، وهو : الّذي كثرت محامده.
المصطفى : المختار من الخلق.
والمعصومون : الموصوفون بالعصمة ، وهي في أصل اللّغة : المنع ، وفي الاصطلاح :
عبارة عن لطف يفعله الله تعالى بالمكلّف [بحيث] لا يكون له معه داع إلى فعل المعصية ، ولا إلى ترك الطاعة ، مع قدرته على ذلك.
أنباء : جمع نبأ ، والنّبإ هو : الخبر ، ويراد به : المخبر ، كما في قولهم : رجل عدل ، ويراد به : عادل ، ورضا ، ويراد به : راض ، وذلك إشارة إلى الأئمّة عليهمالسلام ، لكونهم مخبرين عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم.
[وبعد : كلمة يفصل بها بين الخطابين : الخطاب الماضي والخطاب المستقبل ، وهي من أوجز كلام العرب وأوضحه ، وتقديرها : بعد حمد الله تعالى والصّلاة على نبيّه محمّد وآله ، فالصّورة كذا].
والواجب : ما يستحقّ فاعله المدح والثّواب ، وتاركه : الذّم والعقاب.
والاعتقاد : هو من الأعراض النّفسانيّة ، وهو : ما يتصوّره العاقل ويصدّق به تصديقا جازما.
وقوله : على جميع العباد ، المراد به : المكلّفون.
ولخّصت ، أي : بيّنت ، والمسائل الاصوليّة ، أي (١) : المنسوبة إلى علم الأصول ، وهو عبارة عن العلم بذات الله تعالى ، وصفاته ، وعدله ، ونبوّة الأنبياء وتصديقهم فيما جاءوا به من [عند] الله تعالى ، وإمامة الأئمّة. وإنّما سمّي بعلم
__________________
(١) «ج» : هي.