الإعتماد في شرح واجب الإعتقاد

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الإعتماد في شرح واجب الإعتقاد

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

الإعتماد في شرح واجب الإعتقاد

الإعتماد في شرح واجب الإعتقاد

الإعتماد في شرح واجب الإعتقاد

تحمیل

شارك

اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) (١) وليس معناه أنّه يتكلّم بجوارح ، لأنّ ذلك إنّما يكون للأجسام ، وهو تعالى ليس بجسم. بل معناه أنّه [تعالى] أوجد الكلام الّذي هو الحروف والأصوات في جسم من الأجسام ؛ كما أوجد الكلام في الشّجرة ، فسمعه موسى عليه‌السلام.

والدّليل عليه : ما سبق من كونه تعالى قادرا على جميع الممكنات ، وهذا من جملتها. وهو محدث ، لأنّه مركّب من الحروف والأصوات المرتّبة (٢) الّتي يتقدّم بعضها على (٣) بعض ، وما يكون كذلك فهو محدث ، لعدم السّابق بوجود اللّاحق ، وسبق اللّاحق بالسّابق ، والقديم لا يعدم ، ولا يسبقه غيره ، فثبت حدوثه.

قال «قدّس الله روحه» :

ويجب أن يعتقد أنّه تعالى ليس بجسم ، ولا عرض ، ولا جوهر ، وإلّا لكان متحيّزا ، أو حالّا في المتحيّز ، فيكون محدثا.

وأنّه تعالى يستحيل عليه الحلول في محلّ أو (٤) جهة ، وإلّا لكان مفتقرا إليهما (٥) ، فلا يكون واجبا.

وأنّه تعالى لا يتّحد بغيره ، لأنّ الاتّحاد غير معقول.

وأنّه [تعالى] غير مركّب عن شيء ، [وإلّا لكان مفتقرا إلى جزئه فيكون ممكنا.

وأنّه تعالى يستحيل رؤيته] وإلّا لكان في جهة. وقد بيّنّا بطلانه.

وأنّه تعالى يستحيل عليه الحاجة ، وإلّا لكان ممكنا ، وهو محال.

__________________

(١) النّساء : ١٦٤.

(٢) «ج» : المترتّبة.

(٣) «ج» : عن.

(٤) «ج» : و.

(٥) «ج» : إليها.