ويجب أن يعتقد أنّه خاتم الرّسل ، لأنّه معلوم بالضّرورة من دينه عليهالسلام.
أقول : الأنبياء السّابقون على نبيّنا [محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم] (١) نسخت شريعة المتقدّم منهم شريعة المتأخّر ، لما علم الله تعالى في ذلك من المصلحة بحسب اختلاف الزّمان (٢) والأشخاص ، فإنّ الشّيء قد يكون مصلحة في زمان ، فيحصل التّكليف به ، ثمّ يزول كونه مصلحة في زمان آخر ، فينسخ التّكليف به ، لخروجه عن كونه مصلحة ، ونبوّة نبيّنا [محمّد] صلىاللهعليهوآلهوسلم لا تنسخ ، وعلى شرعه تقوم السّاعة.
والدّليل عليه من وجوه :
الأوّل : قوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٣) وإنّما يكون خاتمهم إذا لم يكن بعده نبيّ.
الثّاني : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا نبيّ بعدي) (٤).
الثّالث : إجماع المسلمين كافّة على ذلك.
__________________
(١) ليست في النّسخة الحجريّة.
(٢) «ج» : الأزمان.
(٣) الأحزاب : ٤٠.
(٤) صحيح البخاريّ ٥ : ٢٤ ، كنز العمّال ١١ : ٥٩٩ ح ٣٢٨٨١ ، مجمع الزّوائد ٩ : ١٠٩.